مارية القبطية استقرت في منزل النبوة... هل من مزايد على نهج المصطفى؟

مارية القبطية استقرت في منزل النبوة... هل من مزايد على نهج المصطفى؟
مارية القبطية استقرت في منزل النبوة... هل من مزايد على نهج المصطفى؟
مارية القبطية استقرت في منزل النبوة... هل من مزايد على نهج المصطفى؟

باقادر: من يظن أن الإسلام ضعيف إنما يقدح في الدين العظيم
المغلوث: التاريخ سيكتب بقلم من ذهب مبادرة الملك عبد الله

تلقت البوسنية ميرصادا بوشنيا غوفيتش قبل عدة سنوات وثيقة من الصليب الأحمر الدولي مفادها أن زوجها قتل فعلا، لكن المنظمة الدولية لا تملك جوابا حتى الآن بشأن مصير ابنها الذي اختفى هو الآخر. وتقول غوفيش إن آخر مرة رأت فيها فقيديها في عام 95 من بين عشرات المئات من الذين احتجزهم الصرب في الملعب الرياضي في سريبرنيتشا.
وشارك نحو 40 ألف شخص في تموز (يوليو) الماضي في إحياء الذكرى الثالثة عشر للمذبحة التي شهدتها سريبرنيتشا البوسنية المسلمة، لكنه بعد مضي 13 عاما على إنشاء "المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة" ومقرها لاهاي فإن البحث ما زال جاريا عن مخططي المذبحة وهم زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كرادجيتش وقائده العسكري راتكو ملاديتش اللذين تتهمهما المحكمة بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ومن بينها مذبحة سريبرنيتشا.
ويسود اعتقاد بين أطياف عريضة حول العالم، أن الأديان باتت مشجبا لأطماع سياسية وأمنية واقتصادية، وأن الرئيس الأمريكي بوش عندما استخدم عبارة "الحرب الصليبية" في حرب الولايات المتحدة ضد "الإرهاب" كان يعني بها حربا دينية ويشحذ الهمم من أجل إذكائها، لكن مسؤولين كبارا في الإدارة الأمريكية جهدوا للتقليل من المغزى الديني للعبارة.
وشهدت مدينة لاسا مركز إقليم التبت في آذار (مارس) الماضي وأودت بحياة عشرة أشخاص على الأقل، وتتهم بكين أتباع الزعيم الروحي لبوذيي التبت الدالاي لاما بتدبير أعمال العنف.
ومثل هذه المجازر والجرائم، ارتكبت على نحو متكرر في عديد من أصقاع الأرض، خلال القرن الماضي وما زالت تتفجر عديد منها في بواكير الألفية الجديدة، وتتم شريحة منها تحت أغطية أيديولوجية ودينية وقومية وعرقية. لكن حضور الخطاب الديني في المعارك بات أكثر وضوحا في السنوات الأخيرة من ذي قبل.
وهنا يلفت مسؤول سعودي رفيع إلى أن الإسلام من بين الأديان التي تعترف بالأديان الأخرى، و"نحن (بصفتنا مسلمين) لا نرى ضيرا من الاعتراف بها، بل إنه جزء من أيماننا أن نؤمن بالكتب والرسل والأديان السماوية، ونحن مدعوون بنص القرآن ألا نسب الأديان الأخرى،، وألا نجادل أتباعها إلا بالتي هي أحسن".
#2#
وبينما يشير الدكتور أبو بكر باقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية، إلى أن الإسلام أكثر الأديان انتشارا في العالم، وأنه "حتى الذين يخرجون قليل وعادة فإنهم حديثو عهد بالإسلام"، فإنه يلفت إلى أن مؤتمر حوار الأديان يهدف إلى التعايش والاحترام المتبادل، ومن أنها وسيلة "لكيلا يتحرش الآخرون بالمسلمين". وزاد "ديننا قوي... مشهور عن المسلمين تمسكهم بدينهم"، وذهب إلى أنه "من يظن أن الإسلام ضعيف فإن حجته على نفسه... كأنه يقدح في الإسلام"
ويدعو باقادر المسلمين إلى الاقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتمسك بالنهج المحمدي، وهو يقول "لقد عاشت مارية وهي قبطية في منزل النبوة. هل يريدون أن يزايدوا على الإسلام. إنهم لا يعرفون الإسلام ولا يعرفون تاريخه. ليست لدينا محاكم تفتيش أو إكراه على الدين".
وأضاف "بقيت مصر والشام أكثر من 200 عام بعد الفتوحات الإسلامية، والأكثرية من أصحاب الأديان الأخرى، ثم دخل الناس الإسلام بطوعهم. نحن حافظنا على الأقليات من أديان أخرى ولم نقض عليها. تاريخنا مشرق. أما الذين يتخوفون من الحوار. فهم إما لم يقرأوا التاريخ الإسلامي، وإما لم يعرفوا طبيعة الإسلام، الإسلام ليس فيه إكراه، ولا إجبار...".
وخلص إلى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز سجل حضورا مهما ومحوريا في المؤتمر الذي اختتم فعالياته البارحة "فالملك عبد اله لا يمثل الأمة الإسلامية فحسب، بل يمثل أصحاب الأديان بعد مؤتمر مدريد". وأكد أن "قَول (من يدعي ضعف حضور المسلمين في المؤتمر) لا يصدر إلا من إنسان تنقصه الحكمة وحسن المنطق، أو بقصد التطاول على رموز الأمة"، مستدركا إلى أن "هناك مشاكل عقائدية لاهوتية تدخل في علوم الدين مثل التعددية الدينية، لكن هذا حوار من نوع آخر تماما، لم يناد به أحد في المؤتمر".
لكن ما مدى أهمية الصبغة الرسمية في مؤتمر يتعلق بالأديان؟ عبد الله المغلوث ـ كاتب سعودي ـ،
#3#
يؤكد أهمية اتخاذ المؤتمر هذه الصبغة الرسمية، معللا ذلك بالقول "إن المؤتمر (في هذه الحالة) سيسهم في تنمية الحوار وتفعيله". ويؤكد أن العالم في الفترة الحالية "أحوج ما يكون" للحوار، وبخاصة في الوطن العربي.
وتوقف عند مبادرة خادم الحرمين الشريفين "التي سيتذكرها التاريخ"، وأطنب في الثناء على فكرتها، و"إننا كنا بحاجة لها منذ فترة. بدأنا نشاهد معالمها واضحة. بدأ من مكة ثم إسبانيا والآن في أمريكا... نلاحظ زيادة عدد المشاركين وتزايد المؤيدين والداعمين للحوار، بعد فترة قصيرة سيكون للمبادرة شأن كبير".
وقال "لقد جلسنا سنوات طويلة بلا حوار". وهو يرى أن "تجربة على هذا النحو سيكون لها نوعا ما ردة فعل متحفظة... (لكن) مع مرور الزمن سيدرك كثيرون ما تحقق من مكاسب لوطننا". ويضيف أن السعودية من البلدان التي "طالما اتهمت بعدم احترام الأخر"، وأنه "إذا شاهد العالم بأسره كيف يقوم قائد البلد (الملك عبد الله بن عبد العزيز) بهذه المبادرات فستتغير النظرة شيئا فشيئا".
ويلفت إلى أن هناك من يرى أن الحوار الخارجي عُقد قبل أن يكتمل الحوار الداخلي في السعودية "لكني على النقيض من ذلك أرى أن الحوارين يسيران باتجاه مواز"، وأن "وجود حوار في اتجاه لا يعني إغلاق الطريق أمام الآخر. لقد شاهدنا كيف ينمو الحوار الوطني بشكل جيد، لكن الحوار الخارجي مهم لأننا لسنا بمنأى عن العالم".
وزاد "إنك تشعر وأنت تتواجد خارج البلد بمزيد من الفخر... ، فالناس هناك تأتي بسيرة السعودية عندما يأتي ارتفاع أسعار النفط وفي أمور أخرى محددة ومعروفة"، لكن هذه المبادرة ـ بحسب المغلوث ـ تعني "إننا نقود العالم بالفعل إلى خيار استراتيجيي وخيار لمصلحة البشرية"، مضيفا "أنا مطمئن إلى أن النتائج ستكون طيبة لمصلحة البشرية جمعاء. واستدرك إلى أن النتائج التي تخلص عن الحوار "لن تكون آنية وسريعة. لكنها ستتحقق بإذن الله، وذهب إلى حد القول إن "التاريخ سيكتب بقلم من ذهب أصحاب هذه المبادرة".

الأكثر قراءة