الحوار سيلعب دورا حيويا في تعزيز الجانبين الاقتصادي والسياسي

الحوار سيلعب دورا حيويا في تعزيز الجانبين الاقتصادي والسياسي

أكد السفير عزت مفتي مساعد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي للشئون السياسية، أن مؤتمر حوار الأديان المنعقد في نيويورك وبمبادرة من خادم الحرمين الشريفين، سيلعب دورا حيويا في تعزيز الجانبين الاقتصادي والسياسي، وسيتبعه تطبيق قرارات وآليات تحقق أهدافه وإقامة منتديات ومؤتمرات دينية بين أطياف الديانات المختلفة على المستويات الاجتماعية والشعبية كافة تقوم بتأصيل ثقافة التعايش والمؤاخاة والتعاون وتعزيز الأمن ونبذ الإرهاب على الصعد الدولية والشعبية كافة.
وأضاف مفتي في تصريح لـ "الاقتصادية"، أن الإرهاب هو العدو الأول لجميع المجتمعات، وأن الإسلام بريء من أي عمل إرهابي، بل يخرجه من ملته. وقال: "لقد اقتربنا كثيرا من بلورة التصور الذي وضعه الملك عبد الله بما نحتاج إليه الآن من ضرورة إقامة آليات, واجتماع نيويورك سيثبت مبدأ الحوار بين أهل الأديان على أعلى مستوى دولي في الأمم المتحدة حيث يتم إصدار قرار شامل يلزم كل دول العالم بالتقيد بهذا الجهد الإسلامي".
وأضاف "إن جهود خادم الحرمين الشريفين في ترسيخ الحوار بين الأديان، والتي بدأت منذ سنوات، أثمرت أخيرا هذا المؤتمر الدولي للحوار بين الأديان المنعقد في نيويورك، والذي يهدف إلى تفعيل هذا الدور".
وأكد مفتي أن خادم الحرمين الشريفين رسّخ بعد الاجتماع الثاني لعلماء المسلمين المنعقد عام 2007 تلك الأهداف، كما عكس تمسكا وتحركا دبلوماسيا من وزارة الخارجية السعودية حيث أقيم الاجتماع الثالث في مدريد بمشاركة ملك إسبانيا خوان كارلوس بحضور غير مسبوق من أطياف الديانات كافة ليست السماوية فحسب، بل أيضا الوضعية منها.
وأضاف "إنه خلال متابعة رؤية خادم الحرمين بعيدة النظر وبتسلسل حكيم في تمكين ذلك التوجه, بدأ عقد أول اجتماع لحوار إسلامي- إسلامي، جمع معظم علماء المسلمين بجميع أطيافهم من مختلف الدول الإسلامية, وكانت تلك الانطلاقة الأولى لخادم الحرمين الشريفين لبعث الحوار بأسلوب بعيد النظر ومحقق للآمال وأمين لما فيه مصلحة للأمة الإسلامية. كما لا يخفى على المتابعين، فضلا عن الشخص العادي، الخطوات التي دأب عليها خادم الحرمين الشريفين في نشر ثقافة الحوار بين الأديان, وأن خادم الحرمين الشريفين قد رسم رؤيته البعيدة والثاقبة أثناء استقباله المشاركين في المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي خلال شهر آذار (مارس) الماضي عندما قال "إنه تبلور في ذهني أن أطلب من ممثلي أتباع الأديان السماوية الاجتماع كإخوة يشتركون في إيمانهم وإخلاصهم لكل الأديان، وتوجههم إلى رب واحد للنظر في إنقاذ البشرية مما هي فيه، وعرضت الأمر على علمائنا في المملكة العربية السعودية ورحبوا به".
وأوضح مساعد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن خادم الحرمين الشريفين كان له توجه ورؤية على النهج ذاته عندما دعا إلى عقد القمة الاستثنائية الثالثة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في عام 2005 في مكة المكرمة, حيث عقد قبلها اجتماع تحضيري لأكثر من 100 عالم من علماء المسلمين في جميع التخصصات الإسلامية والاقتصادية والعلمية والسياسية, وشكلت آنذاك ثلاث لجان علمية وفكرية ودينية لهذا الحوار, قدم خلاله العلماء رؤاهم لزعماء الأمة الإسلامية خلال القمة, وساهمت المنظمة بالتحضير لهذا التوجه غير المسبوق من قائد مسلم في العالم الإسلامي.
وأضاف مفتي أن استعدادات عقد مؤتمر للحوار الديني في القمة الاستثنائية قد تزامنت مع هجمة غير عادية على الإسلام في ذلك الوقت, وتشويه الإسلام والمساس برموزه بدءا بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وبرموز الأمة وارتفاع حدة ظاهرة (الإسلاموفوبيا), ومن هنا جاءت مبادرة الملك عبدالله منذ البداية لتعكس روح التوجه العميق في إقامة حوار حضاري يعكس روح الدين الإسلامي وسماحته وانفتاحه وشموليته لاحتواء كل السلبيات والمشكلات والصراعات التي تحدث في الوقت الحالي سواء كانت ممثلة في الإرهاب المتصاعد من يوم لآخر, أو في التدهور الاقتصادي والتفكك الاجتماعي والانحلال الأخلاقي حتى على المستوى الأسري، مؤكدا أن المناقشات والمناظرات ضمن مؤتمرات الحوار هي جزء من التعريف بالإسلام وفقا لمبدأ "الدين لله"، وأن جميع الأديان تتفق مع مطلب الأمن والتعايش والتعاون الاقتصادي وبث الأخلاقيات في التربية والتعليم.

الأكثر قراءة