كيف وصلت السعودية إلى 70% من الاكتفاء الذاتي في لحوم الدواجن؟

حققت السعودية خطوات كبيرة في قطاع الدواجن على مدار الستين عامًا الماضية. فمن مجرد مزرعة بدائية، أصبح لدى المملكة اليوم نحو 800 مزرعة متخصصة بإنتاج الدواجن، ويُقدر حجم هذا القطاع بنحو 30 مليار ريال، وفقًا لتقارير صكوك المالية. في ستينيات القرن الماضي، بدأت الفكرة مع الشيخ عبدالرحمن الفقيه الذي استورد أول مفرخة آلية من لبنان، وأطلق بذلك أول مشروع دواجن تجاري في السعودية.

في تلك الفترة، كان الإنتاج المحلي شبه معدوم، وكان استهلاك الفرد لا يتعدى 16.5 كجم سنويًا، بينما كان عدد السكان نحو 4 ملايين، ونصيب الفرد من الناتج المحلي أقل من 500 دولار سنويًا. لكن مع نهضة النفط في عام 1973، زادت دخول الأفراد بشكل ملحوظ من 900 دولار في 1970 إلى 6000 دولار في 1975، ما أسهم في تحفيز التنمية.

بحلول 2010، تمكنت المملكة من تغطية 40% من احتياجاتها من لحوم الدواجن، وارتفع استهلاك الفرد إلى أكثر من 37 كجم سنويًا. رغم نجاح الإنتاج، استمرت التحديات مع زيادة الطلب، لتصبح السعودية ثالث أكبر مستورد للدجاج المجمد بعد الصين واليابان، حيث بلغت قيمة الواردات 1.1 مليار دولار في 2023، معظمها من البرازيل.

تواجه الصناعة تحديات مثل ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة وزيادة تكاليف الكهرباء والمياه، إضافة إلى مكافحة الأوبئة والأمراض. ومع انطلاق رؤية 2030، تطمح السعودية للوصول إلى 90% من الاكتفاء الذاتي بحلول 2030، وجرى تخصيص استثمارات تصل إلى 17 مليار ريال لتحقيق هذا الهدف. وبحلول 2024، ارتفعت نسبة الاكتفاء إلى 72%، وارتفع استهلاك الفرد إلى 43 كجم سنويًا.

الأكثر قراءة