يظهر حصاد السياحة في السعودية خلال 2025 انتقال القطاع إلى مرحلة أكثر نضجا من حيث التأثير الاقتصادي، مع نمو في إنفاق الزوار، وتوسع في المعروض الفندقي، وزخم ترفيهي، لكنه تأثير لا يخلو من التحديات حيث تبرز الموسمية كأحد التحديات الرئيسية التي تتطلب إدارة أكثر توازنا بين العرض والطلب وفقا لعاملين في المجال السياحي تحدثوا لـ"الاقتصادية".
وأضافوا: المرجح أن يشهد القطاع السياحي نموا العام المقبل مدعوما بتعرف كثير من سياح الخارج ولا سيما سياح الترفيه على السعودية كإحدى أبرز الوجهات الجديدة في المنطقة والعالم، مشيرين إلى أن 2025 مثل "نقطة تحول" في طبيعة السائح الوافد، حيث بدأ السائح الغربي بشكل خاص يضع السعودية على خارطة وجهاته المفضلة بفضل التضاريس المتنوعة وثقافة الطعام الأصيلة وحفاوة الشعب وترحيبه بالزوار.
المستشار السياحي والخبير في ثقافة الشعوب، زكي العريفي قال لـ"الاقتصادية": إنه بحسب البيانات الرسمية حتى نهاية النصف الأول من 2025، نجحت السعودية في جذب نحو 61 مليون زائر سياحي من داخل وخارج السعودية، أنفقوا ما إجماله 161 مليار ريال، وهو ما يمثل نموا في الحركة السياحية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضح العريفي أنه رغم عدم إعلان الأرقام السنوية النهائية لعام 2025 حتى الآن، إلا أن التوقعات الرسمية وتحليلات القطاع تشير إلى نمو مستمر في عدد السياح خلال العام الجاري مقارنة بـ2024، بتقديرات تصل لزيادة بنحو 8% على المستوى الكلي، بناء على اتجاهات الطلب والتوسع في المنتجات والخدمات السياحية.
x
بين أن القطاع شهد مبادرات بارزة، أهمها افتتاح مرصد قانون السياحة في الرياض وتوسيع نظام التأشيرات الإلكترونية، إضافة إلى تعزيز الشراكات الدولية والترويج لبرنامج "Visit Saudi"، ودعم المشاريع الكبرى مثل نيوم والبحر الأحمر والدرعية عبر قوانين استثمار محفزة، وإطلاق مبادرات لتطوير البنية التحتية والمطارات.
استعرض أبرز أحداث 2025، مشيرا، إلى استمرار نجاح برنامج "صيف السعودية" الذي جذب 32 مليون زائر محلي ودولي، بجانب النمو الهائل في زيارات مكة المكرمة والمدينة المنورة. وأكد أن السعودية تصدرت نمو إيرادات السياحة الدولية عالميا، في الربع الأول من 2025 مقارنة بفترة ما قبل الجائحة، ما يبرز تقدمها في تنويع المنتجات بين السياحة الدينية والترفيهية والثقافية والبيئية.
نمو متوقع 2% العام المقبل
من جهته أكد رئيس جمعية نجوم السياحة عبد المحسن البقمي، أن السعودية استقطبت أكثر من 90 مليون زائر دولي ومحلي خلال 2025، حيث بلغ عدد القادمين من الخارج 21 مليونا، مقابل 70 مليونا من الداخل.
توقع أن تبلغ نسبة النمو في عدد الزوار العام القادم 2%، مشيرا، إلى أن الجنسيات القادمة تتركز بشكل كبير على دول الجوار والبلدان الإسلامية، مع بروز قوي لمصر -الأكثر زيارة -، وباكستان، ودول الخليج، والهند، وإندونيسيا.
أضاف أن 2025 شهد نموا، قياسيا، في الإنفاق، حيث وصل إجمالي إنفاق السياح خلال موسم الصيف فقط إلى 53.2 مليار ريال، بينما تجاوز إنفاق السياح المحليين 105 مليارات ريال حتى الربع الثالث، فيما أظهرت أرقام الربع الأول إنفاقا دوليا قويا تجاوز 13 مليار دولار.
اعتبر البقمي أن موسم الرياض الذي انطلق في أكتوبر ويستمر حتى مارس، هو الحدث الأبرز الذي حول العاصمة لوجهة عالمية بتجارب ضخمة، تُكملها فعاليات "لون صيف السعودية" في العلا، والفعاليات الرياضية العالمية مثل فورمولا 1 ورالي داكار.
قرب إطلاق التأشيرة الخليجية أمر معزز
بدوره، أكد رئيس الجمعية السعودية للسياحة عماد منشي، أن السعودية تقترب كل عام من تحقيق مستهدفات الرؤية التي أطلقها ولي العهد، مشيرا، إلى أن 2025 تميز بتفعيل تأشيرات سياحية جديدة، والاقتراب من إطلاق التأشيرة الخليجية الموحدة، وبدء التشغيل التجريبي لطيران الرياض، مع ارتفاع طلبات الطائرات الوطنية لتصل إلى 550 طائرة جديدة.
لفت إلى إنجازات الشمال الغربي، حيث أعلن مشروعا البحر الأحمر وأمالا عن مضاعفة عدد المنتجعات التي انطلقت في 2025 مقارنة بـ2024، وفوز العلا بجوائز عالمية مرموقة. كما تطرق للحدث الأهم وهو افتتاح المرحلة الأولى من "القدية"، أكبر مدينة ترفيهية في العالم، والتي ستضيف 135 مليار ريال للناتج المحلي وتوفر 300 ألف وظيفة عند اكتمالها.
كما استعرض منشي فعاليات الأعمال الكبرى مثل منتدى "تورايز" العالمي الذي أعلن عن صفقات بقيمة 113 مليار دولار، واجتماع منظمة السياحة العالمية، وإطلاق جامعة الرياض للفنون، ومبادرة مستقبل الاستثمار، ومؤتمر "LEAP"، مؤكدا، أن الاستعدادات لإكسبو 2030 وكأس العالم 2034 تسير بوتيرة متسارعة ترفع سقف الطموحات لتصبح السعودية ضمن أفضل 5 وجهات عالمية.
في قطاع الضيافة، وبحسب الهيئة العامة للإحصاء، بلغ معدل إشغال الفنادق في الربع الثاني 53%، بمتوسط إقامة 4.8 ليلة، وبمتوسط سعر يومي للغرفة 643 ريالا، أما في الشقق المخدومة، فقد بلغ معدل الإشغال 50.2% بمتوسط سعر 201 ريال، محققا ارتفاعا طفيفا بنسبة 1% مقارنة بالعام السابق.




