يعتبر الأنقليس مصدرا للكوابيس، فهو كائن لزج يشبه الثعابين، يضع ملايين البيض قبل أن يموت حتى يتمكن صغاره من العودة إلى موطنهم في الأنهار والجداول. وُجدت هذه الأسماك منذ عصر الديناصورات، وبعض أنواعها أكثر غموضا من الحيوانات القديمة.
مع ذلك، هي أيضا أسماك بحرية قيمة، تتناقص أعدادها في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى ضغط جديد لتقييد التجارة للمساعدة في درء خطر الانقراض.
تُعتبر ثعابين البحر العذبة ذات أهمية بالغة لصناعة السوشي العالمية، لكن بعض أنوعها انخفضت أكثر من 90% منذ ثمانينيات القرن الماضي. ويشير علماء إلى الأسباب تشمل سدود الأنهار، وتوربينات الطاقة الكهرومائية، والتلوث، وتغير المناخ، والصيد غير المشروع، والجائر. ودعت بعض المنظمات البيئية المستهلكين إلى مقاطعة الأنقليس في مطاعم السوشي.
فرض قيود جديدة لحماية أنواع الأسماك المتلوية
دفع فقدان الأنقليس اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض، أو "سايتس"، إلى النظر في فرض قيود جديدة لحماية هذا النوع من الأسماك المتلوية. اجتمع أعضاء سايتس، وهي معاهدة دولية، في أوزبكستان الأسبوع الماضي لتحديد مدى الحاجة إلى قواعد جديدة للتجارة. وصوتت الدول الأعضاء ضد الحماية الجديدة الخميس الماضي.
قالت جماعات الحفاظ على البيئة إن هذه الحماية طال انتظارها، لكن لم يؤيدها الجميع، فقد عبرت بعض جماعات الصيد، وأعضاء صناعة المأكولات البحرية، والهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة والصين واليابان - وهي دول تعد فيها ثعابين البحر ذات أهمية اقتصادية - عن معارضتها لتقييد التجارة.
جماعات تطالب بتعزيز الإجراءات الدولية
أخبرت كل من اليابان والصين "سايتس" بأنها لا تدعم إدراج الأنقليس ضمن قائمة الأنواع المحمية، وفي الولايات المتحدة قدمت لجنة مصايد الأسماك في الولايات الأطلسية، التي تنظم مصايد الأنقليس الأمريكي، شهادة معارضة للإدراج.
قال ميتشل فيجينباوم، أحد أكبر تجار ثعابين البحر في أمريكا الشمالية والمدافع عن هذه الصناعة، إن الضغط من أجل فرض مزيد من القيود هو عمل "هيئة دولية يهيمن عليها علماء متطوعون وبيروقراطيون غير منتخبين". لكن عديد من جماعات الحفاظ على البيئة ردت بأن الحماية ضرورية.
من جهتها، قالت سوزان ليبرمان، نائبة رئيس السياسة الدولية في جمعية Wildlife Conservation Society: "هذا الإجراء حيوي لتعزيز مراقبة التجارة، ودعم إدارة مصائد الأسماك، وضمان بقاء هذا الأنواع على المدى الطويل".
لماذا تُعد ثعابين البحر قيمة؟
الأنقليس المقصود هنا ينتمي إلى جنس Anguilla، ويعيش معظم حياته في المياه العذبة لكنه يهاجر إلى المحيط للتكاثر. يختلف هذا الأنقليس عن ثعابين البحر Moray، والتي تعيش غالبا في المياه المالحة، وكذلك عن الأنقليس الكهربائي في أمريكا الجنوبية.
محاولات إدراج ضمن المهددة بالانقراض تفشل
تعد قيمة صغار الأنقليس عالية لأنها تُستخدم كبذور من شركات تربية الأحياء المائية الآسيوية التي تُربيها حتى تنضج لاستخدامها كغذاء. يُعرف ثعبان الماء العذب باسم "أوناجي" في اليابان، وهو مكون رئيسي في عديد من أطباق السوشي. كما أن لثعابين الماء أهمية ثقافية في اليابان، حيث اعتاد الناس تناول هذه الأسماك منذ آلاف السنين. ازدادت قيمة صغار الأنقليس في الولايات المتحدة على مدار الـ15 عاما الماضية بسبب الانخفاض الحاد في أعدادها في أماكن أخرى من العالم.
ورغم انخفاض أعداد الأنقليس الأمريكي، إلا أن هذا الانخفاض لم يكن حادا كالأنقليس الياباني والأوروبي. وقد باءت محاولات إدراج الأنقليس الأمريكي ضمن قانون الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة بالفشل.
ولاية مين هي الولاية الأمريكية الوحيدة التي تمتلك مصايد أسماك كبيرة لصغار الأنقليس، وهي تخضع لرقابة صارمة. تجاوزت قيمة صغار الانقليس في مين 1200 دولار أمريكي للرطل في الموانئ 2024، وتجاوزت قيمتها ألفي دولار أمريكي للرطل في العام الذي سبقه.

