تراجعت أسهم الآسيوية مقتفية أثر خسائر نظيرتها الأمريكية، مع قيام مستثمرين ببيع أسهم التكنولوجيا وسط مخاوف بشأن تقييماتها المرتفعة.
انخفض المؤشر الإقليمي للأسهم التابع لـ MSCI بنسبة 0.5%، في حين هبط كل من مؤشر "كوسبي" الكوري ومؤشر "نيكاي" الياباني بأكثر من 1%.
جاء ذلك عقب تراجع مؤشر "ناسداك" المثقل بأسهم التكنولوجيا 1.9% أمس الأربعاء، مع هبوط سهم "إنفيديا" 3.8% إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر، كما انخفض مؤشر S&P بنسبة 1.2%، كاسرا متوسطه المتحرك لـ50 يوما.
استقرت أسعار المعادن في آسيا بعد قفزتها يوم الأربعاء، إذ سعى المستثمرون إلى بدائل عن السندات الحكومية والعملات الرئيسية، وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، بعدما قدمت "مايكرون"، أكبر صانعة لرقائق الذاكرة في أمريكا، توقعات إيجابية في وقت متأخر.
ضغوط على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
يعد البيع المكثف في قطاع التكنولوجيا، إشارة إلى أن المستثمرين يشككون بشكل متزايد في قدرة الشركات التي تتصدر طفرة الذكاء الاصطناعي، على الاستمرار بتبرير تقييماتها المرتفعة وإنفاقها الطموح.
أسهمت المخاوف بشأن تكلفة وجدوى التوسع في مراكز البيانات، مثل خطط تمويل "أوراكل"، بتغذية القلق الأوسع بشأن آفاق القطاع.
فرانك تورمان مدير صندوق في "شرودرز إنفستمنت مانجمنت" قال "لا يزال المستثمرون يرون إفصاحا محدودا عن الإيرادات أو الأرباح أو التدفقات النقدية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي"، مضيفا "والنتيجة هي تنامي القلق من أن الذكاء الاصطناعي قد لا يحقق عوائد تتناسب مع حجم الحماس".
النفط والذهب تحت المجهر
ارتفع خام "برنت" المعيار العالمي للنفط، مقتربا من 61 دولارا للبرميل في التعاملات الآسيوية، قبل أن يقلص مكاسبه بعدما امتنع ترمب عن التطرق إلى التطورات الأخيرة مع مادورو خلال خطاب ألقاه من البيت الأبيض.
كانت أمريكا قد فرضت هذا الأسبوع حصارا على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات القادمة من فنزويلا، مع اتهام ترمب مادورو بالاستيلاء على "حقوق الطاقة" الأمريكية.
استقر الذهب قرب 4340 دولارا للأونصة بعدما ارتفع 0.8% يوم الأربعاء. وقفز المعدن النفيس بنحو الثلثين هذا العام، ويتجه لتسجيل أفضل أداء سنوي له منذ 1979.
السندات والعملات وتقلبات الأسواق
تراجعت أسهم "أوراكل" بأكثر من 5% بعد أن أفادت "فايننشال تايمز" بأن "بلو أول كابيتال" لن تدعم صفقة بـ 10 مليارات دولار لمركز بيانات في ميشيجان، وبات "ناسداك" الآن منخفضا بأكثر من 5% عن ذروته الأخيرة.
ترافق بيع أسهم التكنولوجيا مع تصريحات لمسؤول في الفيدرالي دعم فيها خفض الفائدة، ما عزز الإقبال على السندات لأجل عامين و 5 أعوام كملاذات آمنة، فيما انخفض عائد السندات الأمريكية لأجل 10 أعوام نقطة واحدة إلى 4.14%، واستقر مؤشر بلومبرغ للدولار دون تغيير.
تشير التقلبات الأخيرة التي امتدت إلى عدد من فئات الأصول إلى أن المتعاملين قد يواجهون موسما حافلا خلال عطلات نهاية العام، حيث يمكن للسيولة الضعيفة أن تضخم تحركات الأسواق.
تطورات آسيوية وأحداث مرتقبة
برزت خلال الأسابيع الأخيرة رواية مفادها أن أسهم التكنولوجيا العملاقة التي قادت هذه السوق الصاعدة، قد تفقد قدرتها على دفع السوق بمفردها بحسب فؤاد زاده من "فوركس دوت كوم"، الذي ذكر "أن الثقة في القطاع تتعرض للاختبار، لا سيما بشأن ما إذا كان يمكن تبرير التقييمات المبالغ فيها والإنفاق الكبير على الذكاء الاصطناعي".
في آسيا ارتفع الين بشكل طفيف مقابل الدولار، مع توقعات بأن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة يوم الجمعة إلى أعلى مستوى لها في 3 عقود.
كما تعافى اقتصاد نيوزيلندا بأكثر من المتوقع خلال الربع الثالث، مدعوما بانخفاض أسعار الفائدة الذي ساهم بدفع الناتج بعد انكماش للربع الثاني.
في الصين اقتربت "تشاينا فانكي" التي كانت سابقا أكبر شركة تطوير عقاري، من واحدة من أكبر عمليات إعادة هيكلة الديون في تاريخ الصين.
من بين أبرز الأحداث المنتظرة في الأسواق المالية اليوم الخميس صدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر نوفمبر، بجانب قرارات السياسة النقدية من البنك المركزي الأوروبي.





