تواجه سوق الأمن والسلامة السعودية طلبا كبيرا على معدات وآليات السلامة مع تقدم أعمال مشاريع الرؤية في القدية والبحر الأحمر ونيوم التي أصبحت المحرك الرئيسة للسوق، ودفعته إلى نمو سنوي يصل لـ10%، وفق ما ذكره لـ"الاقتصادية" عاملون في القطاع.
طلال العوهلي من شركة المعدات والخدمات الفنية أوضح أن إدخال الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى خفض التكاليف بما لا يقل عن 25% خلال السنوات المقبلة، لكنه لفت إلى أن السوق تعاني ضغوطا نتيجة تأخر سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف المشاريع المستعجلة.
وقال: هناك فجوة قائمة بين المصنّعين والمستخدمين النهائيين مع تقديرات بوصول حجم السوق المحلية إلى 12 مليار ريال سنويا.
السوق السعودية وفقا للعوهلي باتت من بين الأكبر في المنطقة، لكنها تواجه في المقابل تحديات تتعلق بسلاسل الإمداد والمعايير التقنية وتوافر الكفاءات الوطنية، وتأتي هذه التحديات في ظل توسع عمراني وصناعي جعلا أنظمة الأمن والحماية جزءا أساسيا من البنية التحتية للمشاريع الجديدة.
وفي السياق نفسه، أوضح عبدالله جمحاوي، مدير تطوير الأعمال والتسويق في نافكو السعودية، أن بعض العملاء يفضلون حلولا أقل تكلفة على حساب الالتزام بالمواصفات العالية، ما يؤثر في كفاءة الأنظمة، وأضاف: أن غياب النظرة التكاملية بين أنظمة الإطفاء والإنذار والدخان يفرض على الشركات دورا إضافيا في توعية السوق والمستهليكن، وذكر: أن معدل نمو القطاع يراوح بين 8 و10% سنويا، مدفوعا بالمشاريع السعودية الكبرى التي رفعت الطلب على الأنظمة المتخصصة، لافتا إلى استثمارات في مصانع جديدة لزيادة التصنيع المحلي.
977aef320b0843ff87e938c43b3cdd9f
من جانبه، قال أحمد صقر، المدير التنفيذي للتشغيل في شركة سيكلي السعودية: إن أبرز التحديات تتمثل في مواكبة المعايير الدولية وتوفير الكفاءات الوطنية المؤهلة، إضافة إلى الاعتماد على الموردين الخارجيين، وأوضح أن الطلب يتصاعد في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والمدن الذكية، متوقعا أن يتضاعف النمو خلال الأعوام المقبلة مع إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في أنظمة الحماية، وكشف أن نسبة المحتوى المحلي في منتجات الشركة بلغت 52% مع خطط للتوسع حتى 2026.
وليد جابر، المدير الإقليمي للمبيعات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة كيدي فاير سيستمز قال: إن تقديراته للسوق السعودية تراوح بين 700 مليون إلى مليار دولار حتى 2030، مبينا أن السعودية تمثل ثاني أكبر سوق للشركة بعد الولايات المتحدة بحجم مبيعات يناهز 50 مليون دولار سنويا.
وأشار إلى أن دخول شركات غير متخصصة يعد من أبرز التحديات، إضافة إلى المتغيرات الدولية التي تحد من استخدام بعض المواد الكيميائية في أنظمة الإطفاء، ما تدفع السوق نحو حلول بديلة قائمة على الغازات الخاملة أو الأنظمة المائية.
واختتمت في الرياض الأسبوع الماضي فعاليات معرض إنترسيك السعودية بمشاركة واسعة من شركات محلية ودولية وجهات تنظيمية في قطاعات الأمن والسلامة ومكافحة الحريق واستقطب خبراء وصناع قرار لمناقشة أحدث الأنظمة والتقنيات، في وقت يشهد فيه القطاع نموا متسارعا بفعل المشاريع العملاقة لرؤية 2030.
