تكاليف قطاع السلامة والحماية في السعودية مرشحة للانخفاض 25% بدعم من الذكاء الاصطناعي

تكاليف قطاع السلامة والحماية في السعودية مرشحة للانخفاض 25% بدعم من الذكاء الاصطناعي

تكاليف قطاع السلامة والحماية في السعودية مرشحة للانخفاض 25% بدعم من الذكاء الاصطناعي

يتوقع أن يسهم استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع السلامة والحماية السعودي خلال السنوات المقبلة، في خفض التكاليف بما لا يقل عن 25 %، بحسب مستثمرين وعاملين في السوق المحلية تحدثوا لـ"الاقتصادية".

وأكدوا أن السوق، الأكبر في المنطقة، تشهد نموا متسارعا في ظل التوسع العمراني والصناعي غير المسبوق، ما جعل أنظمة الأمن والحماية جزءاً أساسياً من البنية التحتية للمشاريع الجديدة، مشيرين إلى تحديات تواجه القطاع تتعلق بسلاسل الإمداد والمعايير التقنية وتوافر الكفاءات الوطنية.

يأتي ذلك في وقت اختتمت فيه في الرياض أخيرا فعاليات معرض إنترسيك السعودية، بمشاركة واسعة من شركات محلية ودولية وجهات تنظيمية في قطاعات الأمن والسلامة ومكافحة الحريق، مستقطباً خبراء وصناع قرار لمناقشة أحدث الأنظمة والتقنيات.

في هذا السياق، قال طلالة العوهلي من شركة المعدات والخدمات الفنية أيتكس، "إن القطاع يواجه ضغوطاً من تأخر سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف المشاريع المستعجلة، إضافة إلى فجوة قائمة بين المصنعين والمستخدمين النهائيين".

المشاريع الكبرى المحرك الرئيسي للطلب

العوهلي قدّر حجم السوق المحلية بنحو 12 إلى 15 مليار ريال سنويا، مشيراً إلى أن المشاريع الكبرى مثل القدية والبحر الأحمر ونيوم أصبحت المحرك الرئيسي للطلب، مشيرا إلى أن إدخال الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى خفض التكاليف بنحو 25 % خلال سنوات.

وفي السياق نفسه، أوضح عبدالله جمحاوي، مدير تطوير الأعمال والتسويق في نافكو السعودية، أن بعض العملاء يفضلون حلولاً أقل تكلفة على حساب الالتزام بالمواصفات المحلية والدولية، ما يؤثر في كفاءة الأنظمة.

وأضاف أن "غياب النظرة التكاملية بين أنظمة الإطفاء والإنذار والدخان يفرض على الشركات دوراً إضافياً في توعية السوق"، وذكر أن معدل نمو القطاع يراوح بين 8 و10 % سنويا، مدفوعاً بالمشاريع العملاقة التي رفعت الطلب على الأنظمة المتخصصة، لافتاً إلى استثمارات في مصانع جديدة لزيادة التصنيع المحلي.

من جانبه، قال المهندس أحمد صقر، المدير التنفيذي للتشغيل في شركة سيكلي السعودية، "إن أبرز التحديات تتمثل في مواكبة المعايير الدولية وتوفير الكفاءات الوطنية المؤهلة، إضافة إلى الاعتماد على الموردين الخارجيين".

تسارع النمو خلال الأعوام المقبلة

صقر أوضح أن الطلب يتصاعد في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والمدن الذكية، متوقعاً أن يتضاعف النمو خلال الأعوام المقبلة مع إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في أنظمة الحماية، مبينا أن نسبة المحتوى المحلي في منتجات الشركة بلغت 52 % مع خطط للتوسع حتى عام 2026.

من جهته، قال وليد جابر، المدير الإقليمي للمبيعات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بشركة كيدي فاير سيستمز، "إن نمو السوق السعودية يقدَّر بنحو 700 مليون إلى مليار دولار حتى عام 2030"، مبيناً أن المملكة تمثل ثاني أكبر سوق للشركة بعد الولايات المتحدة بحجم مبيعات يناهز 50 مليون دولار سنوياً.

وأشار إلى أن دخول شركات غير متخصصة يعد من أبرز التحديات، إضافة إلى المتغيرات الدولية التي تحد من استخدام بعض المواد الكيميائية في أنظمة الإطفاء، ما يدفع السوق نحو حلول بديلة قائمة على الغازات الخاملة أو الأنظمة المائية.

المشاركون في معرض إنترسيك في الرياض أكدوا أن مستقبل قطاع الأمن والسلامة في السعودية سيكون أكثر اعتماداً على التقنيات الذكية وزيادة نسبة التصنيع المحلي، بما يعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي رئيسي في هذا المجال.

يرى العاملون في القطاع أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولاً في طبيعة السوق لتتواكب مع النمو السريع للمشاريع الوطنية، ما يجعل الذكاء الاصطناعي والتوطين عاملين حاسمين في تشكيل ملامح المستقبل.

الأكثر قراءة