برزت مبادرات نوعية، في مؤتمر ومعرض التمور المقام في الرياض، تعكس إمكانات النخلة السعودية ليس فقط في الغذاء، بل في الصناعات الحرفية والفنية والأثاث والمنتجات المنزلية.
المؤتمر الذي بدأ في 25 نوفمبر ويستمر حتى 4 ديسمبر، يجمع صناع التمور وروّاد الابتكار، حيث شهد حضوراً واسعاً وفعاليات متنوعة على مساحة تتجاوز 40 ألف متر مربع.
من الهدر إلى منتج مبتكر
مؤسس متجر "جريد" فيصل الحويكان، كشف خلال مشاركته في المعرض، عن قصة انطلاق مشروعه الذي بدأ من بيئته الزراعية، حيث لاحظ حجم المخلفات الكبيرة للنخيل، خصوصاً عسيب النخل الذي ظل لسنوات مهملًا رغم إمكانية تحويله إلى مادة صناعية قابلة للتوظيف.
وقال الحويكان "إن الفكرة انطلقت بدعم من المركز الوطني للنخيل والتمور، بهدف إعادة تدوير متبقيات النخلة وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة، تشمل الهدايا التذكارية، الأثاث المنزلي، الأكواب، والعديد من الأدوات الحرفية".
هوية سعودية تجذب الأنظار
أوضح الحويكان أن "البصمة السعودية" لعبت دوراً رئيسياً في انتشار منتجاتهم، إذ يتم تزيينها بنقوش مستوحاة من تراث الدرعية والجسر الحساوي وغيرها من الرموز الثقافية.
وأضاف: "الهدية ليست مجرد قطعة تُهدى، بل قصة تحمل مشاعر. وعبر النقوش السعودية نسعى لإيصال جزء من الهوية والتراث المحلي إلى العالم"، مؤكداً أن طموح الفريق هو نشر الصناعة السعودية وإيصال منتجات "جريد" إلى الأسواق الدولية.
ما هي ردة فعل السياح على أكواب عسيب النخيل؟
وأشار الحويكان إلى أن وجود جناح لمتجر "جريد" في العلا كشف حجم الطلب الدولي على المنتجات المصنوعة من النخلة، حيث أبدى السياح – خصوصاً الأجانب – دهشتهم عند معرفة أن الكرسي أو الكوب مصنوع من عسيب النخل.
وقال: "حين نخبر الزائر بأن هذا المنتج جاء من النخلة التي يشاهدها أمامه، نرى حالة من الانبهار، وهذا يعزز قيمة المنتج ويربطه بالبيئة السعودية".
حضور دولي ومشاركة في معرض كانتون 2025
وأكد الحويكان أن عددًا من الدول تواصل معهم لبحث شراكات وتوقيع اتفاقيات تصدير، مشيراً إلى مشاركتهم السابقة في معرض كانتون 2025 في الصين، أحد أكبر المعارض العالمية المتخصصة في الاستيراد والتصدير.
وأضاف أن "الوجود في مثل هذه المنصات الدولية يسهم في عرض المنتجات السعودية أمام آلاف المشترين من مختلف أنحاء العالم، ويفتح الباب لفرص اقتصادية واعدة".
يعكس حضور متجر "جريد" في معرض التمور في الرياض نموذجاً ملهِمًا لكيفية تحويل النخلة من رمز تراثي إلى مصدر صناعات مبتكرة وصديقة للبيئة.
وبين طموح الوصول إلى العالمية والتمسك بالهوية السعودية، تبدو هذه الصناعة الناشئة في طريقها لخلق قيمة اقتصادية وثقافية تتجاوز حدود المملكة.



