ثقافة وفنون

بعد 100 عام من صدورها‫‬.. هوليوود تعيد إحياء قصة دوليتل

بعد 100 عام من صدورها‫‬..
هوليوود تعيد إحياء
قصة دوليتل

بعد 100 عام من صدورها‫‬..
هوليوود تعيد إحياء
قصة دوليتل

لم يعد التحدث إلى الحيوانات في عصرنا الحالي جهلا ودليلا على عقد نفسية، بل أصبح يدل على ذكاء حاد للشخص الذي يتخذ من الحيوانات أصدقاء يتحدث إليهم ويشكو لهما أو يخبرهما بأفراحه، ولقد أوضح بعض الدراسات أنه منذ قرون ينظر إلى رغبتنا في الاعتراف بالعقول عند غير البشر كنوع من أنواع الغباء، ميل طفولي نحو الخرافات والتجسيم، وهي وجهة النظر التي يصفها بعض الإخصائيين النفسيين بالخاطئة والمؤسفة، ويؤمنون بأن الاعتراف بعقل إنسان آخر يتضمن العمليات النفسية نفسها في الاعتراف بعقول الحيوانات الأخرى، وهو انعكاس لقدرة عقول البشر العظمى وليس للغباء كما يعتقد البعض. ‬
‬روايات تجسد الفكرة‬
لعل انبثاق هذه الجدلية دفع عديدا من الكتاب إلى سرد روايات عن التحدث مع الحيوانات، أبرزها رواية The Voyages of Doctor Dolittle التي صدرت في عام 1920 للكاتب هيو لوفتينج، وفي عام 1963 قدم شخصية دكتور دوليتل الممثل ريكس هاريسون في الفيلم الموسيقي Doctor Dolittle وفاز الفيلم بجائزة أوسكار أفضل أغنية عنTalk to the Animals، كما جسدها الممثل الكوميدي إيدي ميرفي في فيلم Doctor Dolittle أيضا في عام 1998، وحقق الفيلم نحو 294 مليون دولار حول العالم، ومع بدايات عام 2020 قام روبرت داوني جونيور بتقديم هذه الشخصية في الفيلم الكوميدي العائلي "دوليتل"، فما الجديد، وكيف ظهر الفيلم؟‬

الحديث مع الحيوانات
‬تأتي قصة الفيلم في إطار من الكوميديا الخفيفة، التي تعتمد بشكل كبير على المواقف الساخرة التي يقع فيها البطل الدكتور دوليتل، يؤدي دوره روبرت داوني جونيور، الذي شارك أخيرا في فيلمي Spider-Man: Homecoming وAvengers: Infinity War كما يخطط للعودة مرة أخرى بالجزء الثالث لسلسلة Sherlock Holmes، وهو عالم فيزياء يؤمن بالعلم بشدة، ويتعرض لحادث مفاجئ يجعله يستيقظ ذات يوم وهو يفهم لغة الحيوانات، ما يصيبه بحالة من الدهشة والفزع في البداية قبل أن يتأقلم مع الوضع. ويحاول أن يقوم بمساعدة الحيوانات ويتعايش مع هذه القوة الخارقة التي لم يكن ليصدق وجودها أبدا لو لم يجربها بنفسه، ويجد في الحيوانات الأصدقاء الحقيقيين الذين لا يكذبون أو يجاملون مثل البشر، ويمتازون بالصدق وتقديم المساعدة إليه في الوقت الذي يحتاج إليه، وهو ما يجعل البطل حلقة وصل بين عالمين مختلفين.‬

أسماء لامعة‬
قد يتعجب البعض من اختيار روبرت داوني جونيور لتمثيل فيلم كوميدي وهو بطل أفلام الحركة، إلا أن الاختيار في محله تماما، لأنه قد برع من قبل في تأدية أفلام كوميدية جميلة مثل Due Date عام 2010، ومن قبله فيلم قصة حياة أشهر كوميديان عالمي "شارلي شابلن" في فيلم Chaplin عام 1992.‬
ويشارك داوني في البطولة النجم العالمي أنطونيو بانديراس، ويقوم بالأداء الصوتي للحيوانات مجموعة كبيرة من النجوم، من بينهم ماريون كوتيار، جون سينا، سيلينا جوميز، رالف فاينس، رامي مالك، الحائز جائزة الأوسكار، إيما طومسون، وتوم هولاند الشهير بتأدية دور الرجل العنكبوت في أفلام مارفل.‬

بداية لا تشويقية
‬ بدأ المخرج ستيفن جاجان الحائز جائزة الأوسكار عن سيناريو فيلم Syriana الفيلم بمشهد افتتاحي كرتوني يؤسس بشكل كبير للشخصيات وقصة الخلفية، ثم تأتي إيما طومسون "بدور الببغاء الجريئة بولينيزيا"، لتكشف عن تفاصيل الحبكة على طول الفيلم عبر التعليق الصوتي، ما يكشف بشكل غير مرحب به عن التفاصيل التي كان من الأجدر أن تتكشف خلال أحداث الفيلم نفسه، وبالتالي ليست هناك مشاهد انتقالية في الفيلم، حيث يأتينا صوت تومبسون لتخبرنا ما يجري.‬

ضعف الحوار‬
لم يكن الحوار الذي كتبه المخرج ستيفن جاجن وشاركه توماس شبرد قويا لإخفاء الضعف في الإخراج، بل جاء بالمستوى نفسه، حيث تضمن مقدارا كبيرا من "تسجيلات الحوار الإضافية"، وهي أداة شائعة في إنتاج الأفلام، لكن تم استخدامها بشكل مفرط هنا. فكثير من النجوم الكبار الذين تم الترويج لهم، يؤدون صوتيا شخصيات حيوانات مولدة بالحاسب، وبالتالي يمكن تعديل جزء كبير من حواراتهم بسلاسة بعد الإنتاج لوضع بعض النكات أو تسهيل عملية شرح حدث ما، ثم يتم إنتاج الرسومات المتحركة وفقا للحوار.‬

نجاح ضئيل‫‬
في حين إن هناك بعض اللقطات الناجحة، مثل النكتة السوداوية التي يطلقها النعامة نانجياني حول العجة، إلا أن العنصر الوحيد الناجح كليا هو الشرير، حيث يلعب مايكل شين دور الدكتور بلير مادفلاي، الطبيب الخاص بملكة إنجلترا والمنافس الأسطوري لدوليتل، عندما يتعثر داوني باللهجة الويلزية الخرقاء والحزن الشديد، نرى شين يتألق بأدائه، فمع لحيته الكثيفة وعينيه المنتفختين وصوته الذي يبدو أنه على وشك الانفجار بشكل دائم، يعطي شين الفيلم موجة من الطاقة والنذالة المضحكة.‬

آراء وتقييمات‫‬
من المتوقع أن تشهد الشركة المنتجة لفيلم دوليتل "يونيفرسال" خسائر كبيرة، مع التراجع غير المتوقع في إيرادات الفيلم، حيث لم يحقق سوى 6.6 مليون دولار في رابع عطلة نهاية الأسبوع منذ صدوره، ليحقق إيرادات إجمالية بلغت 63 مليون دولار، أما تكلفته فتخطت 175 مليون دولار. ويعد الفيلم الجديد، من الميزانيات الكبرى لعام 2020، وتوقع كثيرون أن يحقق أرباحا بعشرات الملايين، لكن الأزمة أنه طرح في توقيت تحاول فيه استديوهات هيوليوود الكبرى ملاحقة عملاقة الإنتاج "والت ديزني"، بجانب بعض الآراء السلبية من جانب الجمهور. وليس واضحا حتى الآن حجم الخسائر التي سيحققها «دوليتل» لشركة يونيفيرسال، التي ما زالت تعاني خسائر كبيرة بسبب Cats، وهو فيلم آخر من نوعية الحيوانات الناطقة.‬
وكتب بيلجي إبيري، الكاتب في فيلم Vulture في مراجعته للفيلم "لم أكن أتوقع أن يكون دوليتل جيدا، لكنني لم أتوقع أن يكون الأمر سيئا للغاية". وقالت كريستين بيج كيربي، كاتبة صحيفة "واشنطن بوست"، عن الفيلم "في النهاية لم تعد "دوليتل" مجرد قصة ضعيفة، بل هي مجرد هدر محير للمواهب".‬

تراجع هوليوود‬
نلاحظ منذ فترة بعيدة إعادة هوليوود إنتاج أفلام لقيت رواجا في الماضي، أو تعمل على استكمال أجزاء لأفلام قديمة، ولعل هذا الأمر يعود إلى المحدودية في الإنتاجات الجديدة، ومن الممكن أن يكون نتيجة لخسائر مادية في الشركة، لكن الأكيد أن هذه الأفلام تخفف من ثقل الإنتاجات الهوليوودية وتفتح المجال لاختراق الأفلام العربية، المصرية واللبنانية، شاشات السينما في العالم العربي، حتى إننا بدأنا نلاحظ وجود أفلام هندية وتركية في صالات السينما، فهل ستتنبه هوليوود لخطورة منافسيها وتستعيد بريقها مع إنتاجات تأسر عقول محبي السينما وقلوبهم، أم أن الربح المادي يعمي بصيرتهم ويستمرون على هذا المنوال، الجواب تخبئه أشهر 2020.‬
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون