الطاقة- النفط

أمين «أوبك» لـ"الاقتصادية": طرح «أرامكو» إضافة قوية لصناعة النفط العالمية

أمين «أوبك» لـ"الاقتصادية": طرح «أرامكو» إضافة قوية لصناعة النفط العالمية

عدّ محمد باركيندو، أمين عام منظمة أوبك، إعلان "أرامكو السعودية" نيتها طرح جزء من أسهمها في الأسواق المالية، إنجازا كبيرا، إذ يمثل إضافة قوية لصناعة النفط الخام في العالم، كما يعد طفرة في الاستثمارات الدولية المعززة لرواج أسواق النفط الخام.
وقال لـ"الاقتصادية" باركيندو، عقب إطلاق التقرير السنوي لتوقعات المنظمة لعام 2019 في فيينا أمس، إن النزاعات التجارية لها تداعيات سلبية على النمو الاقتصادي وعلى أساسيات السوق، مضيفا "لكننا ما زلنا نحافظ على حالة جيدة من التفاؤل بشأن الاستثمارات الجديدة المطلوبة لتعزيز تنافسية الصناعة".
وأكد باركيندو وجود مناقشات حالية ومكثفة تجرى على مستوى اللجان الفنية لتدارس أفضل الإمكانات للتغلب على الصعوبات التي تواجه القطاع النفطي العالمي نتيجة تباطؤ الاقتصادات العالمية، إلى جانب تعزيز قدرات التعاون بين المنتجين.
وتوقع باركيندو أن يعقد الاجتماع الوزاري المقبل للمنتجين في "أوبك" وخارجها الشهر المقبل في أجواء إيجابية، مشيرا إلى أن حجما كبيرا من البيانات المهمة ستقدم إلى هذا الاجتماع للمراجعة واتخاذ القرار الأنسب لمصلحة السوق، متمنيا التوصل إلى القرارات الأكثر صوابا والأكثر تأثيرا على السوق بشكل إيجابي.
وحول تداعيات حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين قال باركيندو "إننا نشهد بالفعل حاليا تقدما إيجابيا في مفاوضات التجارة"، لافتا إلى أنه حتى المفاوضين التجاريين متفائلون اليوم أكثر من الأيام الماضية، مبينا أنه من الطبيعي أن تواجه المفاوضات بعض التعثر لكن الأمور بشكل عام جيدة.
وأشار باركيندو إلى أن السوق تتفاعل إيجابيا حاليا مع التطورات الجديدة، ومع التقدم المستمر هناك أنباء إيجابية للغاية قادمة من غرف المفاوضات.
وحول الاتفاق المتوقع هذا الشهر قال باركيندو "نتوقع اتفاقا قويا وجيدا يظهر إلى النور، ونثق في قدرة الاقتصاديين الكبيرين الأمريكي والصيني على حل الخلافات، والبناء المستمر على ما تحقق من إنجازات سابقة"، لافتا إلى أن هناك عديدا من القضايا ما زالت موضع البحث والنقاش تحتاج إلى مزيد من التقدم.
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" الدكتور عايض القحطاني مدير الأبحاث في منظمة "أوبك"، إن المنظمة ومن خلال تقريرها السنوي تولي اهتماما واسعا لقضية النمو الاقتصادي العالمي، حيث إنه الضمانة لبقاء الطلب قويا والتأكد من انتعاش أسواق النفط الخام، مبينا أن الحفاظ على مستوى 3 في المائة كمعدل نمو هو إيجابي للغاية.
وأعرب القحطاني عن أمله في سرعة حسم النزاعات التجارية، وأن يشهد الشهر الجاري التوصل إلى اتفاق جاد ومحفز للنمو ولمستويات الطلب العالمي.
وقال إن تغيرات كثيرة حدثت في العرض والطلب والاستثمار بسبب عوامل خارجة عن أساسيات السوق، خاصة تداعيات حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وأكد القحطاني، أن "أوبك" تركز على أساسيات السوق وليس الأسعار، مشددا على ضرورة تضافر الجهود خاصة على المدى القصير لإعادة الاستقرار للسوق ودعم الثقة والتعاون مع المستهلكين.
وأشار إلى أن الشراكة بين "أوبك" وحلفائها من الخارج، التى انطلقت في عام 2016 أخذت بالفعل شكلا مؤسسيا.
وذكر القحطاني أن تحالف المنتجين في "أوبك +" سيواصل اتخاذ سياسات إيجابية تدعم الاقتصاد العالمي، متوقعا حدوث تباطؤ نسبي في الطلب في 2030 لكن سيستمر الطلب في النمو على الرغم من التقدم في كفاءة الطاقة ونمو موارد الطاقة البديلة.
من جانب آخر، أطلق محمد باركيندو التقرير السنوي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" لعام 2019 في حضور دولي واسع من كبريات الشركات الدولية والاقتصاديين والسفراء والمعنيين بسوق النفط وذلك في حفل موسع أقيم في العاصمة النمساوية أمس.
وتوقع باركيندو في كلمته أمام الحفل أن يستجيب الاقتصاد العالمي بشكل إيجابي مع إحراز كل تقدم جديد في مفاوضات التجارة، مشيرا إلى أن التقرير يسهم في تقوية دور المنظمة في تعزيز الاستقرار في السوق.
وذكر أن التنمية المستدامة للصناعة تتطلب التوازن في السوق وتوسيع الشراكة بين دول "أوبك" وخارجها.
وأشار إلى أن التقرير لفت الأنظار إلى الوضع المعقد للسوق وإلى المخاطر المتعلقة بالعرض والطلب وتحديات السوق وفرصه وقضايا أخرى مثل التقدم التكنولوجي والتغير المناخي.
وأفاد بأن الطلب على النفط الخام سينمو بـ72 مليون برميل يوميا بين 2018 و2040 بنسبة 25 في المائة، لافتا إلى أن معظم النمو سيأتي من دول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
واستعرض باركيندو جوانب من تقرير "أوبك" الذي شدد على أن جميع موارد الطاقة ستكون مطلوبة حيث سيتم الاعتماد بشكل متزايد على الطاقة الشمسية جنبا إلى جنب مع النفط والغاز، مشددا على الطلب على النفط سيظل في مستويات صحية.
وذكر أن "أوبك" تدعم تنمية موارد الطاقة البديلة وتنويع المزيج، موضحا أنها لا ترى مانعا في نمو تلك الموارد إلى مستويات جيدة.
وبين أن الطلب على النفط في المدى الطويل سيبلغ 110.6 مليون برميل يوميا وسيأتي معظم الطلب في قطاعي النقل والبتروكيماويات.
وأشار التقرير إلى الموارد التقليدية التي ستظل مهيمنة على قطاع النقل بصفة خاصة، كما أن السيارة الكهربائية لن تمثل أكثر من 13 في المائة من حجم السيارات في عام 2040.
وأكد استمرارية دول "أوبك" كمورد رئيس للنفط الخام رغم حدوث زيادات أخرى كالبرازيل وكازاخستان وغيرهما.
وتوقع التقرير حدوث ذروة في الإمدادات الأمريكية قبل عام 2025، مشيرا إلى وجود زيادات حالية مؤثرة في الصادرات الأمريكية والكندية من النفط الخام وستستمر على المدى المتوسط.
وأوضح أن 70 في المائة من الإمدادات على المدى المتوسط سيأتي من الشرق الأوسط وآسيا.
وذكر التقرير أن الاستثمارات في مشاريع المنبع العالمية ستسجل 370 مليار دولار، كما أن التنوع في موارد الطاقة سيكون له انعكاسات إيجابية على مواجهة قضية تغير المناخ خاصة في الدول النامية.
وجدد التقرير التأكيد على أن "أوبك" تساند اتفاق باريس وتدعم خيارات التنوع الاقتصادي ما يؤدى إلى حدوث منافع عديدة للاقتصاد العالمي، كما ترحب "أوبك" بالحوار والتوافق على قرارات مشتركة بين كل أطراف الصناعة.
من جانبه، قال راينر سيلي العضو المنتدب لشركة "أو إم في" النمساوية للنفط والغاز في كلمته في الحفل "إننا نحتاج إلى تفهم المخاطر الجيوسياسية وتحديات المناخ وهي أمور أساسية لنا كشركات كما نركز على مكافحة فقر الطاقة وتأمين كل الاحتياجات وهو ما يحتاج إلى جهود الجميع وإلى ضرروة الاستثمار في التكنولوجيات الجديدة للطاقة وتحقيق التوازن بين كفاءة الطاقة والتحول إلى موارد الطاقة المتجددة".
وذكر أن شركة "أو إم في" تواصل الاستثمار في النفط والغاز من خلال محفظة متنوعة تشمل كل موارد الطاقة وتسعى إلى تنمية الشراكة والحفاظ على بناء الثقة وعلاقات التعاون، مضيفا "نحن ملتزمون بالحلول التي تعزز الكفاءة وقراراتنا تقوم على الحقائق وأهمها قراءة مستقبل تطور الطلب العالمي".
من جانبها، قالت كارين كنايسل وزير خارجية النمسا الأسبق "إننا نحتاج إلى مزيد من التحليل للسوق"، مشيدة بتقارير "أوبك"، التي تعمل على تحقيق الاجماع في قراراتها وهو أمر غير موجود في عديد من المنظمات الدولية.
وفيما يخص الأسعار، استقر النفط أمس، في الوقت الذي يبقي المستثمرون فيه أنظارهم على بيانات المخزونات الأمريكية وذلك بعد يومين من المكاسب التي حققها الخام بفضل بيانات اقتصادية إيجابية وآمال بشأن إبرام واشنطن وبكين اتفاقا تجاريا.
وبحلول الساعة 07:39 بتوقيت جرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت بمقدار سنت إلى 62.12 دولار للبرميل بعد أن ارتفعت 0.7 في المائة في الجلسة السابقة.
وتراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسعة سنتات إلى 56.45 دولار للبرميل. وربحت العقود 0.6 في المائة يوم الإثنين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط