الطاقة- النفط

محللون لـ "الاقتصادية": السعودية تسعى إلى انتشال السوق النفطية من الركود

محللون لـ "الاقتصادية": السعودية تسعى إلى انتشال السوق النفطية من الركود

أكد محللون نفطيون أن السعودية تسعى حثيثا إلى انتشال السوق النفطية من الركود، وتفادي التداعيات السلبية لحروب التجارة، بالتعاون والتكامل والشراكة مع بقية المنتجين على رأسهم روسيا، لافتين إلى أن التعامل مع ظروف السوق الراهنة سيتم من خلال السياسات الهادئة المعتادة في "أوبك" خاصة مع اقتراب موعد الاجتماع الوزاري لمراجعة اتفاق خفض الإنتاج في أبوظبي في 12 سبتمبر المقبل.
ورجح المحللون أن يلجأ تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها إلى تعميق تخفيضات الإنتاج بنحو 600 ألف برميل إلى مليون برميل يوميا لتفادي تباطؤ الطلب ومعالجة استمرار وفرة المعروض النفطي خاصة من خارج دول "أوبك".
وقفزت أسعار النفط نحو 4 في المائة أمس بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها ستؤجل فرض رسوم جمركية بنسبة 10 في المائة على بعض المنتجات الصينية، ما أدى لانحسار المخاوف بشأن حرب تجارية عالمية دفعت السوق إلى هبوط حاد في الأشهر القليلة الماضية.وبحسب"رويترز"، صعدت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 2.21 دولار، أو 3.81 في المائة، إلى 60.82 دولار للبرميل، فيما ارتفعت عقود الخام الأمريكي 2.03 دولار، أو 3.7 في المائة، إلى 56.96 دولار للبرميل.
وتعتزم السعودية، أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، إبقاء صادراتها من الخام أدنى من سبعة ملايين برميل يوميا في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) للمساعدة على تصريف مخزونات النفط العالمية.
واتفقت "أوبك" وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، على خفض إنتاج النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا منذ الأول من كانون الثاني (يناير) الماضي.
ويضغط تنامي حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين ومستهلكين للطاقة في العالم، بقوة على أسعار النفط في الأشهر الأخيرة.
وما زالت زيادة كبيرة في إنتاج النفط الصخري الأمريكي تثبط جهود الحد من تخمة المعروض العالمي وتؤثر سلبا في الأسعار.
في المقابل، تتلقى أسعار النفط الخام دعما جيدا من توقعات أخرى بإقدام كبار منتجي النفط في منظمة أوبك وخارجها على تعميق التخفيضات الإنتاجية الحالية لدعم مستوى الأسعار ووقف نزيف الخسائر.
في هذا الإطار، يقول لـ"الاقتصادية"، جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، "إن حالة عدم الاستقرار تهيمن بقوة على السوق النفطية، وهي ما دفع جميع الأطراف إلى توجيه النظر إلى منظمة أوبك انتظارا لرد فعلها وكيفية تعاملها مع موجات الهبوط الحادة في الأسعار"، مشيرا إلى أن الجميع يتوقع من "أوبك" إجراء إضافيا وهي ليست مهمة سهلة في ظروف السوق الراهنة.
وأشار جيراس إلى أن السوق تواجه ضغوطا مركبة من تداعيات حرب التجارة من استمرار إنتاج النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة في الارتفاع على الرغم من تباطؤ بعض الحقول الرئيسة، لافتا إلى أن البيانات الفصلية لشركات الحفر الصخرية أظهرت ضغوطا مالية واسعة النطاق وخفضا وتحديات تشغيلية وحذرا من المستثمرين، لكن هذه المشكلات المتنامية في الإنتاج الأمريكي لم تساعد على إنعاش أسعار النفط.
من جانبها، تقول لـ"الاقتصادية"، الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، "إن نزاعات التجارة بثت أجواء سلبية في السوق وجددت حالة المخاوف على مستويات الطلب، الذي أصبح هو التحدى الرئيس في هذه المرحلة من عمر الصناعة".
وأوضحت كومندانتوفا أن "أوبك" تواجه فترة من أكثر الفترات صعوبة بسبب مخاوف الطلب ولم تعد أمامها خيارات كثيرة بخلاف تعميق التخفيضات للحفاظ على تماسك الأسعار وبقاء حالة من التوازن النسبي بين العرض والطلب في السوق، مشيرة إلى تأكيد بيانات لبنك "ستاندرد تشارترد" أن الأزمة الحالية تحتاج إلى جهود أكبر من المنتجين والمستهلكين لاحتوائها وهي ليست مجرد عوامل طارئة تجتازها السوق.
من ناحيته، يرى دان بوسكا كبير المحللين في بنك "يوني كريديت" الدولي، أن ضبط أداء السوق مسؤولية مشتركة لكل الأطراف خاصة المنتجين، وسبق أن وجهت "أوبك" الدعوة إلى المنتجين الأمريكيين للانخراط معا في خطة عمل مشتركة لدعم توازن السوق وتكامل الجهود من أجل تحقيق الاستقرار المستدام.
وأضاف لـ"الاقتصادية"، أن "التراجعات الحادة الأخيرة في أسعار النفط جاءت بتأثير من مخاوف استمرار تصاعد نزاعات وحروب التجارة، وأيضا بعدما أضاف النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة كميات هائلة من الإمدادات الجديدة بمعدل يفوق نمو الطلب بشكل كبير"، مشيرا إلى أن الإنتاج الأمريكي يتجه إلى التباطؤ النسبي حاليا بالتزامن مع تسجيل إنتاج "أوبك" أدنى مستوى خلال 15 عاما، وهي مؤشرات جيدة في طريق استعادة توازن السوق.
ويؤكد بوسكا أنه إذا استمرت صراعات التجارة ولم يتم احتواؤها وإبرام اتفاق ينهي النزاعات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم فسيكون أداء الاقتصاد العالمي أقل كثيرا من الطموحات السابقة في النمو، خاصة في النصف الثاني من العام الجاري. ولفت بوسكا إلى أنه بحسب بعض التقارير الدولية فإن السوق قادرة على تجاوز الصعاب الحالية، أبرزها التراجع الحاد في التجارة العالمية وفي الناتج المحلي الإجمالي لعديد من الاقتصادات الكبرى، وهو ما يقود إلى انخفاض في الطلب العالمي على النفط، لكن تباطؤ الاقتصاد العالمي ليس في مصلحة أحد وستكون له آثار سلبية في الجميع.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط