الطاقة- النفط

تشديد العقوبات يزيد من فرص نمو الطلب في السوق النفطية

تشديد العقوبات يزيد من فرص نمو الطلب في السوق النفطية

قال محللون نفطيون لـ"الاقتصادية"، إن تشديد العقوبات الأمريكية على إيران سيزيد من فرص ارتفاع الأسعار خاصة مع احتدام المواجهة بين الجانبين، كما أن توقعات نمو الطلب غير واضحة في النصف الثاني من العام – بحسب تأكيدات ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي – الذي لم يحسم موقف بلاده من تمديد خفض الإنتاج قبل أيام قليلة من الاجتماع الوزاري المرتقب للمنتجين في "أوبك" وخارجها.
وأوضح أندرو جروس مدير قطاع آسيا في شركة "أم أم إيه سي" الألمانية للطاقة، أن عقد اجتماع مجموعة العشرين في اليابان خلال أيام، ويعقبه بأيام قليلة أخرى اجتماع وزراء "أوبك" وخارجها، من المتوقع أن يؤثر كثيرا في جهود استعادة التوازن والاستقرار في السوق النفطية، خاصة مع ارتفاع الآمال بشأن التقارب الأمريكي - الصيني ودوره في احتواء تداعيات الحرب التجارية في الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن اجتماع وزراء "أوبك" وخارجها سيحسم كثيرا من الجدل في السوق خاصة بعد فترة من المناقشات حول موعد الاجتماعات التى تغيرت أكثر من مرة بهدف تحقيق أقصى توافق بين كل الأطراف، لافتا إلى أن التحديات تزداد أمام تحالف "أوبك +" من أجل بذل مزيد من الجهد لإدارة السوق في فترة مضطربة بهدف استعادة التوازن والاستقرار بشكل كبير.
ومن جانبه، أوضح جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، أن تحالف المنتجين في "أوبك +" يقف على بعد خطوات قليلة من تمديد العمل بتخفيضات الإنتاج لتغطي كامل شهور العام الجاري 2019، حيث إن فرص زيادة الإنتاج صارت أكثر صعوبة في ضوء الزيادات السريعة في إنتاج دول خارج "أوبك" وعلى رأسها الإنتاج الصخري في الولايات المتحدة.
وأضاف، أن هناك حالة قوية من الشكوك بشأن مستويات الطلب العالمي على النفط الخام في ضوء ظهور مؤشرات على تباطؤ في الاقتصاد العالمي، لافتا إلى تأكيد المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، أن قيود الإنتاج يجب أن تستمر إلى ما بعد حزيران (يونيو) في ضوء المعطيات الراهنة للسوق، ولتجنب تفاقم تخمة المعروض وللسيطرة على استمرار ارتفاع مستوى المخزونات النفطية.
بدوره أوضح أندرو موريس مدير شركة "بويري" للاستشارات الإدارية، أن تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها، يمثل تقريبا نحو نصف المعروض العالمي من النفط الخام، وأن الحفاظ على وحدة المواقف وتحقيق حد أدنى من التفاهمات بين الأطراف المعنية سوف يطمئن السوق إلى إمكانية إجراء التدخلات الحاسمة لضمان التوازن في ضوء تعرض السوق لموجات هبوطية وصعودية متلاحقة.
وأكد موريس، أن السوق مزودة بشكل جيد بحسب تأكيدات وبيانات عديد من المنظمات الدولية ومنها "أوبك" وذلك على الرغم من التراجعات الحادة في إنتاج كل من فنزويلا وإيران، اللذين هبطا إلى مستويات قياسية في الانخفاض نتيجة ضغوط الإدارة الأمريكية وتطبيق العقوبات الاقتصادية على نحو متشدد.
وفي السياق ذاته، تقول نينا أنيجبوجو المحللة الروسية ومختص التحكيم الاقتصادي، إن المكاسب السعرية توالت بعدما أكدت الولايات المتحدة أنها ستفرض حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران، ما رفع درجة حرارة التوتر في علاقات البلدين بينما تلقت الأسعار دعما آخر مع أنباء عن لقاء الرئيسين الأمريكي والصيني على هامش قمة العشرين في اليابان لبحث آليات احتواء الحرب التجارية الممتدة بين البلدين التي باتت على مقربة من إلحاق تأثير سلبي قوي في النمو الاقتصادي.
ولفتت إلى تأكيد روسيا، أن اتفاق إعلان التعاون بين المنتجين حقق كثيرا من النتائج الإيجابية للسوق وللاقتصاد العالمي وأسهم في إعادة الزخم مرة أخرى إلى الاستثمارات النفطية خاصة في مشاريع المنبع، معتبرة أن هذا يعد مؤشرا على تمسك كبار المنتجين بتطوير التعاون المشترك وتعميق الشراكة لمواجهة تحديات قوية والتعامل مع مستجدات ومتغيرات سريعة الحدوث، ولا يمكن مواجهتها بعمل منفرد وإنما بتضافر جهود المنتجين والتنسيق والتعاون مع المستهلكين وبقية أطراف الصناعة.
وشهدت سوق النفط تقلبات في مطلع تعاملات الأسبوع، حيث تراجعت أسعار النفط نحو 1 في المائة أمس، في الوقت الذي فرضت الولايات المتحدة فيه عقوبات جديدة على إيران.
ووفقا لـ"رويترز" في الساعة 15:29 بتوقيت جرينتش، كان خام القياس العالمي برنت منخفضا 89 سنتا بما يعادل 1.4 في المائة إلى 64.31 دولار للبرميل، في حين نزل الخام الأمريكي 44 سنتا أو 0.8 في المائة إلى 56.99 دولار.
وكانت أسعار الخام استهلت التعاملات على ارتفاع كما كان متوقعا نظرا للتأثير الممتد مع انعقاد قمة مجموعة العشرين في اليابان يوم 28 حزيران (يونيو) الجاري، لكنها سرعان ما غيرت اتجاهها في وقت لاحق من التعاملات.
ويقاوم ارتفاع الأسعار استمرار الزيادات المطردة في المخزونان النفطية وتسارع الإمدادات من النفط الصخري الأمريكي والشكوك بشأن نمو الاقتصاد العالمي.
وزادت سلة خام أوبك وسجل سعرها 65.29 دولار للبرميل الجمعة مقابل 63.95 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي
لـ "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث ارتفاع له على التوالي، وأن السلة كسبت نحو 4 دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 61.25 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط