Author

إرهاب إيران وتهديد الإمدادات النفطية

|


يبقى تهديد الملاحة في مياه الخليج العربي من جانب النظام الإرهابي في إيران حاضرا. فهذا النظام لا يعرف سوى أساليب "قطاع الطرق"، ولا يفهم العمل السياسي، ولا يقتنع بالحوار وسيلة حضارية سلمية إنسانية لحل المشكلات والخلافات. قام منذ استيلائه على السلطة في بلاده باعتماد سياسة التخريب إلى جانب استراتيجية الإرهاب التي لا يعرف غيرها. ورفض كل المبادرات الداعية لأن يكون جزءا طبيعيا من المجتمع الدولي، بل يرفض حتى العروض التي تضمن لشعبه حياة كريمة بعيدة عن العقوبات والمواجهات. من هنا، تبقى تهديداته للملاحة قائمة، وتتعاظم بصورة خطيرة، ولا سيما في الآونة الأخيرة التي استهدف فيها ست ناقلات مدنية، حتى إن بعض مسؤوليه الذين يعيشون في كوكب آخر يطلقون التهديدات بإغلاق مضيق هرمز أمام هذه الملاحة.
نظام علي خامنئي الإرهابي يستهدف الناقلات النفطية بصورة خطيرة وفاضحة. وهذا يعني أنه يستهدف تلقائيا إمدادات الطاقة العالمية. فمن المنطقة يمر أكثر من 30 في المائة من هذه الإمدادات، وهي نسبة كبيرة لا يمكن للاقتصاد العالمي أن يتحمل تأخرها أو اضطرابها. يضاف إلى ذلك أن هذه التهديدات تقود لنشوب مواجهة عسكرية، أكدت المملكة في كل المناسبات أنها لا تريدها، ليس لأنها غير قادرة عليها، بل لأن الرياض تتبع استراتيجية الحوار والدبلوماسية التي تقي المنطقة والعالم من أي آثار خطيرة. لكن، كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فإن السعودية لن تتردد في حماية مصالحها والمصالح العالمية بشكل عام. وهي في موقعها الريادي الدولي تتحرك في كل الاتجاهات لمواجهة استراتيجية الإرهاب هذه.
أمر هذه التهديدات لم يعد يخص المنطقة فقط، بل يرتبط بالساحة الدولية ككل. ومن هنا، لا بد من استجابة سريعة وحاسمة للحفاظ على الإمدادات النفطية بصورتها الانسيابية، في حين يتعرض الاقتصاد العالمي نفسه إلى مزيد من التباطؤ. أي أن المسألة تختص بمستقبل هذا الاقتصاد، الذي لم يلبث أن خرج للتو من براثن الأزمة الاقتصادية العالمية التي انفجرت في عام 2008. شركات التأمين العالمية أسرعت لرفع أسعارها على الناقلات النفطية في المنطقة، وهذا أمر طبيعي نتيجة العدوان الإيراني المستمر ضد هذه الناقلات بصرف النظر عن هويتها. وهذه الرسوم المرتفعة تؤثر سلبا بالطبع في الأداء النفطي، وسترفع التكاليف على هذه السلعة بالضرورة، في وقت تمكنت فيه منظمة الأقطار المصدرة للنفط "أوبك" بقيادة السعودية، من الحفاظ على استقرار السوق النفطية.
على جميع البلدان المؤثرة في الساحة الدولية أن تتحرك ضد التهديدات الإيرانية. فبريطانيا أكدت أخيرا أن النظام الإيراني مسؤول مباشر عن الهجمات التي طالت الناقلات في الخليج العربي. وهذه خطوة جيدة خصوصا أنها، أي بريطانيا، قدمت الأدلة القاطعة لاستنتاجاتها، وذلك بعدما قدمت الولايات المتحدة كل الأدلة الممكنة على استراتيجية العدوان الإيرانية. ولا يبدو أن طهران بنظامها المارق مستعدة للتوقف عن تخريبها هذا. وعلى هذا الأساس، لن يمضي الأمر هكذا بلا حساب وعقاب. وعلى النظام الإيراني أن يعرف أنه الآن صار أكثر من أي وقت مضى في مواجهة مع العالم أجمع. لا يمكن السماح لحفنة من "قطاع الطرق" أن يهددوا واحدا من أهم مصادر الطاقة في العالم. لذلك، فإن الأيام المقبلة ستشهد كثيرا من التطورات بهذا الخصوص.

إنشرها