الطاقة- النفط

هدوء نسبي يسيطر على أسواق النفط .. والأسعار تلتقط الأنفاس بعد موجة مكاسب قياسية

هدوء نسبي يسيطر على أسواق النفط .. والأسعار تلتقط الأنفاس بعد موجة مكاسب قياسية

بعد مكاسب سعرية قياسية وتجاوز خام مزيج برنت القياسي 72 دولارا للبرميل مالت أسعار النفط أمس إلى الهدوء النسبي، متراجعة قليلا، إلا أنها ما زالت تتلقى الدعم الأكبر من تخفيضات الإنتاج التي تقودها دول أوبك والمنتجون من خارجها إضافة إلى هبوط المخزونات الأمريكية.
وتشير التوقعات إلى استمرار المكاسب السعرية خلال الأسابيع المقبلة بحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية التي تتخوف من تأثير الأسعار المرتفعة في مستويات الطلب على النفط خاصة في الاقتصادات الناشئة، التي تعد محور الطلب العالمي.
ويرى محللون نفطيون أن أسعار النفط لا يمكن أن تستمر على وتيرة ارتفاع مستمرة ولكن يمكن القول إن الارتفاع هو السمة التي غلبت على الربع الأول، وقد تمتد إلى الربع الثاني حيث تراهن بنوك عالمية على احتمالية كسر حاجز الـ80 دولارا للبرميل بحلول الصيف المقبل.
وأضاف المحللون أن الأسعار تلتقط الأنفاس من حين إلى آخر وتميل إلى التراجع بسبب أنشطة المضاربة واستمرار الزيادات المتسارعة في الإمدادات الأمريكية وبعض المخاوف التي تتجدد من حين إلى آخر بشأن الطلب وتوقعات النمو العالمي.
وفي هذا الإطار، يقول لـ"الاقتصادية"، بيل فارين برايس مدير شركة "بتروليوم بوليس إنتلجنس" للطاقة، إن مستويات نمو الطلب صحية للغاية وبحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية سينمو الطلب النفطي هذا العام بنحو 1.4 مليون برميل يوميا مشيرا إلى أن الوكالة تتخوف من أن استمرار صعود الأسعار قد يضغط على الطلب ولكن حتى الآن أساسيات السوق جيدة، ومستوى 70 دولارا للبرميل لا يضعف الطلب.
وأضاف برايس أن الطلب يرتكز في الأساس على الاقتصادات الناشئة وخاصة الصين والهند إلى جانب الولايات المتحدة وهو ما يمثل معظم الطلب على النفط لافتا إلى أن الدول المستهلكة تفضل دوما تراجع الأسعار وتضغط في هذا الاتجاه ولكن للصناعة أوجها أخرى حيث يجب البقاء على مستوى الأسعار ملائما لرواج وانتعاش الاستثمارات الجديدة.
من جانبها، تقول لـ"الاقتصادية"، ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن الأنظار تتجه إلى اجتماع المنتجين الشهر المقبل في جدة في إطار اجتماع لجنة وزراء مراقبة الإنتاج، مشيرة إلى أن هذا الاجتماع سيعيد تقييم السوق بعدما أدت خطة خفض الإنتاج خلال الربع الأول إلى تعديل مسار السوق نحو مكاسب متلاحقة تجاوزت 30 في المائة ما قفز بالأسعار إلى مستويات مقلقة نسبيا للمستهلكين.
وأوضحت كومندانتوفا أن العقوبات على فنزويلا وإيران دعمت صعود الأسعار على مدار الشهور الماضية كما أضيف لها المخاوف على الإمدادات الليبية لافتة إلى أن العوامل الجيوسياسية لعبت دورا رئيسا في صعود الأسعار، وهي عوامل لا تقل أهمية عن دور اتفاق خفض الإنتاج وتحسن مستويات الطلب.
ومن ناحيته، أوضح لـ"الاقتصادية"، رينهولد جوتير مدير النفط والغاز في شركة "سيمنس" الدولية، أن انخفاض المخزونات النفطية بشكل مفاجئ وعلى عكس توقعات سابقة أسهم في دعم المكاسب السعرية خاصة في ضوء التزام قوي من المنتجين بخفض المعروض على الرغم من مطالبة بعض المستهلكين بتهدئة وتيرة الأسعار، إلا أنه من الواضح أن هناك التزاما كاملا بخطة استعادة التوازن الكامل في السوق.
ونوه جوتير إلى أن احتمالية مد العمل بالتنازلات لمشتري النفط الإيراني قد يخفف من وتيرة ارتفاع الأسعار خاصة في ضوء القلق الأمريكي من ارتفاع أسعار الوقود بشكل خاص ووجود أكثر من عامل يضغط في اتجاه صعود الأسعار، وفي مقدمتها توقع إنهاء النزاعات التجارية بين الصين والولايات المتحدة ما يعزز فرص النمو الاقتصادي.
وبدوره، يقول لـ"الاقتصادية"، أولتراس فيفراس مدير الاستثمار في فكتوريا بنك في دولة مولدوفا، إن نمو الأسعار يعزز الاستثمارات في قطاع النفط ويدعم أنشطة الحفر والتنقيب سواء في الولايات المتحدة أو روسيا أو بقية المنتجين حول العالم، مشيرا إلى توقعات شركات في مجال خدمات الطاقة بنمو الإنفاق على الاستكشاف والتنقيب بنحو 10 في المائة خلال العام الجاري.
ويرى فيفراس أن حديث روسيا عن ضرورة الدفاع أكثر عن الحصص السوقية خاصة في ضوء استمرار الزيادات المقابلة من النفط الصخري الأمريكي قد يدعو المنتجين في اجتماعهم المقبل في فيينا في حزيران (يونيو) المقبل لإعادة النظر في حجم التخفيضات الإنتاجية الحالية التي تبلغ 1.2 مليون برميل يوميا التي حققت نسبة التزام مرتفعة ومردود إيجابي سريع على الأسعار خلال الربع الأول من العام الجاري.
إلى ذلك، انخفضت أسعار النفط أمس رغم التراجع غير المتوقع لمخزونات الخام الأمريكي، لكن هذه التقلصات الأقل من المتوقعة في مخزونات البنزين، إضافة إلى تخفيضات الإنتاج الحالية التي تقودها "أوبك" حدت من هبوط الأسعار.
وبحسب "رويترز"، انخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 19 سنتا أو 0.3 في المائة عن التسوية السابقة لتصل إلى 71.43 دولار للبرميل، مبتعدة أكثر عن أعلى مستوى في خمسة أشهر الذي بلغته الأربعاء عند 72.27 دولار للبرميل.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 63.62 دولار للبرميل، منخفضة 14 سنتا أو 0.2 في المائة، وفي وقت سابق من تعاملات الأمس، جرى تداول العقدين عند مستويات أعلى قليلا.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة انخفضت 1.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 12 من نيسان (أبريل)، مخالفة توقعات المحللين التي كانت قد أشارت إلى زيادة قدرها 1.7 مليون برميل.
وانخفضت مخزونات البنزين بمقدار 1.2 مليون برميل، في حين أشارت توقعات المحللين في استطلاع إلى انخفاض قدره 2.1 مليون برميل.
وهبطت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 362 ألف برميل، بينما كانت التوقعات تشير إلى هبوط قدره 846 ألف برميل.
وتلقت الأسعار دعما هذا العام من اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها، بمن فيهم روسيا، على خفض إنتاجهم 1.2 مليون برميل يوميا، كما انخفضت إمدادات الخام العالمية أكثر بسبب فرض الولايات المتحدة عقوبات على فنزويلا وإيران عضوي "أوبك".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط