default Author

قرى بلا أبواب

|

نعبر منذ أن نستيقظ من نومنا وحتى نهاية اليوم، خلال أبواب كثيرة، لا نلقي لها بالا، على الرغم من أننا لا يمكن أن ندخل منزلا أو مطعما أو مقهى أو مصرفا أو مؤسسة أو دائرة حكومية أو حتى غرفنا الخاصة، إلا من خلال تلك الشرائح الرقيقة التي تفصل عالمين الداخل والخارج، الظاهر والباطن، نفكر دائما في الأسرار التي خلف الأبواب، ولكن ماذا عن سر الأبواب أنفسها؟!
تطور الباب وتدرج من صخرة تسد فتحة كهف في غابة، إلى أن أصبح رقيقا يغلق ويفتح بـ "الريموت كونترول" أو بالاستشعار الحراري، أو بالبصمة الصوتية، أو بكلمة السر، محققا للخيال في حكاية علي بابا.
وتعددت وظائف الباب ومهامه بعد أن كانت وظيفته الوحيدة حفظ الإنسان من المخاطر الخارجية، حيث أصبح له طابع خاص مرتبط بثقافة وتاريخ وفنون الشعوب؛ فهو الواجهة التي تصادفك عند الدخول وآخر شيء تشاهده عند الخروج من أي مكان، لذا نال الاهتمام والعناية من البشر.
تقسم الأبواب المعدنية حسب أمانها إلى 13 درجة. تركب أبواب الدرجتين "6 و7" في خزانات المصارف في أنحاء العالم. أما الباب الفولاذي ذو درجة الأمان الـ 13 فركب في قلعة فورت كنوكس فقط، وهو باب الخزانة الرئيسة لاحتياطي الذهب في الولايات المتحدة، ووزن هذا الباب 22 طنا وسمكه متر واحد، وصنع من سبع طبقات من الفولاذ المصهور بتقنية سرية.
وتملك كاتدرائية ويستمنستر في بريطانيا أقدم باب خشبي لا يزال يستخدم حتى اليوم يبلغ عمره عشرة قرون تقريبا. أما أعلى باب في العالم فيوجد في ورشة بناء المركبات الفضائية بولاية فلوريدا الأمريكية ويبلغ ارتفاعه 140 مترا، ويستغرق فتحه وإغلاقه 45 دقيقة. وهناك أبواب تغلق خلال 0.3 ثانية باستخدام النيتروجين "الأزوت" المضغوط بمقدار ألف وحدة ضغط جوي، تزود بها المختبرات التي تتعامل مع مواد متفجرة.
وارتبط الباب منذ البدء بالسحر والأساطير والمغامرات والخيال، وما زال، هناك عديد من القرى في الهند خاصة مثل قرية "شاني شينجنابور" يعيش سكانها في منازل بلا أبواب وحتى مؤسساتها التعليمية ومصارفها، لذا يتم تخزين الأموال، والمجوهرات الذهبية في حاويات مقفلة. كما أن معظم دورات المياه في هذه القرى لا يوجد لها أبواب. وأخيرا، تم وضع الستائر الرقيقة قرب مداخل بعض المنازل وذلك بدواعي الخصوصية، وبطلب من النساء. فهم يعتبرون أن وجود الأبواب مخالف لمعتقداتهم؛ نظرا لأسطورة قديمة يرجع تاريخها إلى 300 عام تنص على حماية الآلهة والأولياء لهم!

إنشرها