Author

«وعد الشمال» باكورة خير الشمال

|

"بما تكتنزه هذه المنطقة من معادن ثمينة، وثروات اقتصادية متينة، ومحميات طبيعية تولونها - أيدكم الله - جل اهتمامكم، للتأكيد على أن بلادنا بلاد خير وبركة، في باطنها وظاهرها، وفي أرضها وسمائها، ورياحها ومائها"، من كلمة الأمير فيصل بن خالد بن سلطان أمير منطقة الحدود الشمالية ترحيبا بمقدم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وولي العهد ضمن الزيارات الملكية لعدد من مناطق المملكة خلال الفترة الماضية.
نعم، إن بلادنا قد أنعم الله عليها بكثير من الخيرات تسهم في إيجاد اقتصاد مزدهر، وتنمية مستدامة لتحقق الرفاهية المنشودة من قيادتنا الرشيدة لهذا الشعب الأبي. لقد كشفت لنا الزيارة الكريمة لمناطق الشمال عن كم المشاريع التي نفذتها الدولة لتسهم في الارتقاء بحياة المجتمع، وأبانت عديدا من الفرص التجارية التي يمكن الاستفادة منها في تحقيق التنوع الاقتصادي والتنمية الشاملة.
إحدى أهم هذه الفرص عندما دشن خادم الحرمين الشريفين مشاريع وعد الشمال، التي تجاوزت قيمتها 86 مليار ريال تمثل المرحلة الأولى من المشروع، وتركز في قطاع التعدين، وبعد الانتهاء من مرحلتها الثانية ستجعل المملكة ثاني أكبر مصدر للأسمدة الفوسفاتية. حسب التقديرات، فإن منطقة الشمال تحوي 500 مليون طن من الفوسفات الخام، الذي يشكل 7 في المائة من الاحتياطيات العالمية. وهذا سيضيف إلى اقتصاد المملكة ما يقارب 24 مليار ريال سنويا تسهم في رفع الدخل غير النفطي في المملكة وتحسين الناتج الإجمالي المحلي للقطاع غير النفطي، البالغ 1.3 تريليون ريال.
إن تجربة "وعد الشمال" هي أحد التجارب التنموية الشاملة التي سعت حكومة المملكة إلى توفيرها في مناطق مختلفة، وهي بحق نموذج لتوطين الصناعة وإيجاد فرص العمل، حيث ستسهم في إيجاد أكثر من عشرة آلاف وظيفة عند اكتمال المشروع، وتساعد على فتح الاستثمار المحلي والدولي للمساهمة في تحقيق الرخاء الدولي. ووجود صندوق الاستثمارات العامة يضفي على هذا المشروع مزيدا من الاستقرار والتمكين من أجل إخراج تجربة فريدة تضاهي التجارب الناجحة في مناطق أخرى، داخليا ودوليا.
وتظل منطقة الشمال من المناطق ذات الثروات الطبيعية الغنية والمستدامة، فمن باطن الأرض إلى ظاهرها يمكن الاستفادة من المكونات والهبات كافة، التي وهبها الله لهذه المنطقة. ولعل المستقبل يكشف لنا عن استثمارات الطاقة البديلة، وهما طاقة الرياح والطاقة الشمسية، اللتان تشكلان عنصرا مهما في تحقيق الاستدامة والمحافظة على البيئة، تحقيقا لأهداف "رؤية المملكة 2030"، واستثمارا للموارد الطبيعية التي تملكها مناطق المملكة المختلفة. فبلادنا بلاد خير وبركة، في باطنها وظاهرها، وفي أرضها وسمائها، ورياحها ومائها.

إنشرها