اتفاق بين «سنام» الإيطالية وبكين لبحث فرص مشاريع الغاز الصينية

اتفاق بين «سنام» الإيطالية وبكين لبحث فرص مشاريع الغاز الصينية

وقعت شركة "سنام إس.بي.إيه" الإيطالية لتشغيل خطوط الغاز الطبيعي مذكرة تفاهم مع شركة الكهرباء الحكومية الصينية "ستيت جريد إنترناشونال ديفلوبمنت" المحدودة، وذلك خلال زيارة وزير المالية الإيطالي جيوفاني تريا للصين، حسبما أفادت مصادر مطلعة.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن المصادر القول "إن "سنام" الإيطالية و"ستيت جريد إنترناشونال"، التابعة لأكبر شركة لتوزيع الطاقة في الصين "ستيت جريد "الشبكة الحكومية"، اتفقتا على بحث مجموعة من الفرص في الصين وغيرها، مع التركيز على استخدام التكنولوجيات الحديثة لتقليل الانبعاثات الغازية"، وفقا لـ "الألمانية". وذكرت المصادر أنه من بين تلك الفرص مشروع إنشاء محطات للغاز الحيوي في الريف الصيني، ومشروعات محتملة في تخزين الغاز في البرتغال وأستراليا، وهما دولتان أخريان تعمل فيهما "الشبكة الحكومية" الصينية.
ويعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق المناخ في باريس، حافزا مهما للهيمنة الصينية المتزايدة على سوق الطاقة المتجددة عالميا، بحسب مختصون.
وأوضحوا أن نبرة تأييد واشنطن لاستثمارات الطاقة المتجددة أخذت في التراجع مع إقرار استراتيجية للطاقة تأخذ في الحسبان زيادة الإنتاج من المصادر التقليدية كالنفط الأحفوري والصخري، حيث شكل الانسحاب من اتفاق المناخ للحد من الانبعاثات الحرارية نقطة مفصلية في التوجه الأمريكي المقبل فيما يخص استخدامات الطاقة.
في الوقت ذاته تكشف قيمة الاستثمارات السنوية التي رصدتها السلطات الصينية لزيادة إنتاجها من الطاقة النظيفة المتجددة عن عمق القلق الذي ينتاب المعنيين بملف الطاقة وتعقيداته، حيث رصدت الحكومة الصينية أكثر من 90 مليار دولار سنويا من الآن حتى عام 2020 لتطوير قطاع الطاقة النظيفة المتجددة وزيادة إنتاجيتها، وإذ يسهم هذا الاستثمار الضخم في توليد قرابة 13 مليون وظيفة عمل، فإنه بلا شك سيسهم في تمتع الصين بدرجة أعلى من الاستقلالية في سوق الطاقة، وخفض اعتمادها على الواردات.
ومن المتوقع أن يساعد هذا الاستثمار الكثيف، على أن تبلغ مساهمة المصادر المختلفة للطاقة النظيفة المتجددة "الطاقة الشمسية والمائية والرياح والطاقة النووية" نحو 50 في المائة من إجمالي الطاقة الكهربائية في البلاد على الأمد الطويل، وسط تعهد رسمي بأن تبلغ نسبة الطاقة المتجددة من إجمالي الاستهلاك نحو 15 في المائة بحلول عام 2020، و20 في المائة بحلول عام 2030.
وبالفعل، فإن الأرقام الرسمية المعلنة تظهر تطورا إيجابيا في القيمة الإجمالية للاستثمار في مجال الطاقة النظيفة في الصين، حيث قفزت الاستثمارات من 32 مليار دولار عام 2016 إلى 44 مليار دولار في 2017.
ويكشف هذا التحليل أن الصين ستكون محور التحول العالمي في مجال الطاقة مستقبلا، يدفعها في ذلك التطور التكنولوجي، وانخفاض تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة، كما أن حصتها من الطلب العالمي على الطاقة في تزايد، وإذا نجحت خططها في تحويل أنماط نموها الاقتصادي من الاعتماد على الأسواق الخارجية، إلى نمو اقتصادي يعتمد على قطاع الخدمات الداخلي ورفع معدلات الاستهلاك المحلي، فإن ارتفاع الطلب المحلي على مصادر الطاقة سيكون كفيلا بإعادة تشكيل قطاع الطاقة في العالم برمته.

الأكثر قراءة