اتفاق سعودي ـــ فرنسي لإقامة متحف ومركز للأبحاث التاريخية والأثرية في العلا

اتفاق سعودي ـــ فرنسي لإقامة متحف ومركز للأبحاث التاريخية والأثرية في العلا

تشهد زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى فرنسا، توقيع السعودية وفرنسا اتفاقية لتطوير منطقة العلا شمال غربي المملكة.
وسيقام متحف ومركز للأبحاث التاريخية والأثرية في العلا، الواقعة على بعد نحو 1100 كيلومتر عن العاصمة السعودية الرياض. كما سيتم تأهيل 150 طالبا وطالبة من السعودية في مجالي السياحة والثقافة.
وتختزن العلا منطقة آثار ضخمة يعود تاريخها لآلاف السنين وترجع لقوم ثمود، ومدائن صالح. واكتشف باحثون فيها بقايا معابد وتماثيل تعود إلى عصر اللحيانيين عام 900 قبل الميلاد، الأمر الذي يجعلها واحدة من أهم مواقع التراث في السعودية. وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية وصفت مدائن صالح في تقرير لها نشر قبيل الزيارة بـ"كنز للحضارة"، في إشارة إلى الشغف الفرنسي بتولي تطوير هذا الموقع.
وأقر مجلس الوزراء في تموز (يوليو) الماضي تشكيل هيئة ملكية لمنطقة العلا، بهدف تطويرها على نحو يتناسب مع قيمتها التاريخية والثقافية، وما تتميز به من تراث حضاري ووطني وفرص استثمارية واقتصادية.
ويمتد الاتفاق السعودي ـــ الفرنسي لتطوير العلا لمدة عشر سنوات، وبموجبه سيقوم الجانب الفرنسي بإنشاء وكالة تشرف على هذا المشروع.
ووصف جيرار ميستراليه مبعوث الرئيس الفرنسي لمنطقة العلا هذا الاتفاق بـ"غير المسبوق"، خصوصا في المجالات التي يشملها من الآثار إلى الثقافة والفنون والبنى التحتية والطاقة والنقل والتأهيل، وكل ما يمكن لفرنسا أن تقدمه من أجل إبراز قيمة التراث.
من جهته، قال عمر مدني المدير العام للهيئة الملكية لمنطقة العلا، إنه سيكون من الممكن استقبال أوائل السياح في المنطقة خلال ثلاث إلى خمس سنوات، وأضاف أن المنطقة المعنية بهذا الاتفاق تمتد على مساحة 22 ألف كيلومتر مربع، وتضم مواقع أثرية استثنائية.
وصنفت اليونسكو مدائن صالح كموقع تراث عالمي في 2008، وهو أول موقع سعودي يدرج في قائمة التراث العالمي.
وتعد الواجهات الصخرية المنحوتة في الجبال أهم ما يميز العلا في تاريخها الكبير، الذي يعود لآلاف السنين، والذي سجلته اليونيسكو ضمن قائمة التراث العالمي، وهو أول موقع سعودي يتم تسجيله.
وتعد العلا المحافظة السعودية التابعة لمنطقة المدينة المنورة تقع في شمال غربي المملكة على الطريق التجاري التاريخي الرابط بين شبه الجزيرة العربية ببلاد الرافدين والشام ومصر.
وتعتبر مدائن صالح من أهم حواضر الأنباط، بعد عاصمتهم البتراء، إذ تحتوي على أكبر مستوطنة جنوبية لمملكة الأنباط، ويعود أبرز أدوارها الحضارية إلى القرنين الأول قبل الميلاد والأول الميلادي.
وتضم مدائن صالح التابعة للعلا 153 واجهة صخرية منحوتة، كما تضم عددا من الآثار الإسلامية التي تتمثل في عدد من القلاع والحصون.
وتضم "مدائن صالح" مقابر ضخمة، لها واجهات مزخرفة تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد وصولا إلى القرن الأول الميلادي. ويحوي الموقع أيضا 50 نقشا من الحقبة السابقة للأنباط وعددا من رسوم الكهوف. كما يحمل موقع الحجر شهادة فريدة عن حضارة الأنباط، بمقابره الضخمة البالغ عددها 111 مقبرة، منها 94 مقبرة مزينة بالزخارف إضافة إلى آباره المائية، الأمر الذي يظهر الإنجازات المعمارية للأنباط وخبراتهم الهيدرولوجية.

الأكثر قراءة