الطاقة- النفط

دول الخليج تتغلب على تداعيات تراجع أسعار النفط بالتنويع الاقتصادي

دول الخليج تتغلب على تداعيات تراجع أسعار النفط بالتنويع الاقتصادي

أكد معهد إكسفورد الدولي لدراسات الطاقة أن دول مجلس التعاون الخليجي نجحت في التغلب على تداعيات التراجع الحاد الذي حدث أخيرا في أسعار النفط في الأعوام الثلاثة الماضية، حيث قامت تلك الدول بكثير من الإصلاحات الاقتصادية المتميزة مثل تقليل دعم الطاقة من خلال زيادة أسعار الوقود تدريجيا وهو الأمر الذي تم بسهولة نسبية ودون معارضة، ما يعكس القناعة العامة بأهمية هذه الإصلاحات.
وأوضح معهد إكسفورد في تقرير حديث له أن الإصلاحات الاقتصادية مطلوبة بشكل مستمر حتى في سياق الدول الأكثر رخاء، مضيفا أن "العائدات النفطية لا تزال تلعب دورا مركزيا في تشكيل الاقتصاديات في دول الخليج، لكن بالتوازي هناك جهودا حثيثة بالفعل في دعم خطط التحول والتنوع الاقتصادي".
وأشار التقرير البريطاني إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تعيش نهضة اقتصادية وتجاوزت مرحلة الدولة الريعية ونجحت لديها بالفعل جهود التكيف والإصلاح الاقتصادي وأثبتت الحكومات الخليجية قدرتها الكبيرة على إجراء الإصلاحات الاقتصادية دون تقويض العقد الاجتماعي، بمعني أن الإصلاحات تمت فيها مراعاة البعد الاجتماعي ولم يكن لها أب آثار سلبية في المواطنين.
ونوه التقرير بأن دول الخليج بعيدة عن مخاطر الاضطرابات الاجتماعية والسياسية، كما أن العقد الاجتماعي يتسم بأنه أكثر مرونة مما كان يعتقد كثيرون وقادر على امتصاص إصلاحات اقتصادية عميقة وسريعة، لافتا إلى أن السياسات الاقتصادية الخليجية تعمل بنظام التعويضات ما يجعل الإصلاحات أكثر قبولا رغم صعوبة بعضها.
إلى ذلك، توقع محللون نفطيون أن تواصل أسعار الخام مكاسبها السعرية خلال الأسبوع الحالي بعد أن اختتمت تعاملات الأسبوع على مكاسب بنحو 2 في المائة لكنها سجلت أول خسارة أسبوعية بعد خمسة أسابيع من المكاسب المتواصلة.
ويعتقد المحللون أن المكاسب ستستمد قوتها من اقتراب موعد الاجتماع الوزراي للمنتجين في 30 من الشهر الحالي الذى يرجح أن يعطي دفعة قوية للأسعار في السوق بعد التوصل إلى شبه توافق كامل على مد العمل بتخفيضات الإنتاج لنحو تسعة أشهر جديدة.
ويحد من المكاسب تسارع الإنتاج الأمريكي الذي أوقف المكاسب الأسبوعية المتواصلة التي استمرت خمسة أسابيع متتالية ودعم ذلك الاتجاه ارتفاع مفاجئ في مستوى المخزونات النفطية الأمريكية.
وفي هذا الإطار، أوضح لـ "الاقتصادية"، روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" للاستشارات المالية، أن أسعار النفط أميل إلى مواصلة المكاسب السعرية التي تحققت في نهاية الأسبوع الماضي بسبب الجهود المكثفة التي تبذلها "أوبك" بالتعاون مع المنتجين المستقلين للقضاء على فائض المخزونات النفطية وأيضا فائض الإمدادات التي تحدث بين وقت وآخر من بعض المنتجين.
وأوضح نوبل أن استقرار منصات الحفر الأمريكية هذا الأسبوع هو مؤشر على تباطؤ جديد في الإنتاج الأمريكي وهو ما سينعكس بالإيجاب على نمو الأسعار في الأسبوع الجديد خاصة مع اقتراب اجتماع المنتجين في فيينا بعد أيام قلائل الذي من المتوقع أن يتم خلاله الإعلان عن مد العمل بتخفيضات الإنتاج لفترة جديدة تغطي عام 2018.
وأشار نوبل إلى أن مستوى الطلب سيرتفع خلال الأسابيع المقبلة بسبب برودة الطقس في أوروبا ونصف الكرة الأرضية الشمالي ما سيسرع عملية السحب من فائض المخزونات خاصة في ضوء التطبيق الصارم لعملية خفض الإنتاج من قبل أغلب المنتجين الذي تمثل في ارتفاع مستمر في مستويات المطابقة لحصص خفض الإنتاج بما يفوق 100 في المائة.
ومن جانبه، يقول لـ "الاقتصادية"، بيتر فنش مدير وكالة "موديز" لخدمات الاستثمار في التشيك، "إن أسعار النفط الخام حققت مكاسب أسبوعية متواصلة على مدى خمسة أسابيع قبل أن تتوقف في الأسبوع الماضي بسبب عوامل مثل جني الأرباح وحدوث زيادات مؤقتة في المخزونات والإمدادات الأمريكية"، مشيرا إلى أن الأسبوع الحالي من المرجح أن تعود السوق إلى المكاسب الأسبوعية بعد عودة التباطؤ للإمدادات الأمريكية وتحسن مؤشرات الطلب.
وأوضح فنش أنه بحسب وزير الطاقة السعودي خالد الفالح فإنه بحلول نهاية الشهر الحالي ومع عقد الاجتماع الموسع للمنتجين ستكون هناك بيانات حديثة متوافرة عن تطورات الأسواق وتوقعات الربع الأخير من العام الحالي والربع الأول من العام المقبل، كما أن اجتماعات اللجان الفنية التي ستسبق اجتماع الوزراء ستمهد له بشكل جيد وبالتالي ستكون قرارات الوزراء محورية بشأن آلية الإسراع في استعادة التوازن في سوق النفط في الشهور المقبلة.
وأشار إلى أن وزير الطاقة السعودي ألمح ضمنا بأن الإجراءات الحالية لن تكون كافية لاستعادة التوازن في السوق بنهاية مدة الاتفاقية في آذار (مارس) المقبل ما يستدعي ضرورة مد العمل بتخفيضات الإنتاج إلى حين تحقيق الأهداف الكاملة للمنتجين وعلى رأسها علاج فائض المخزونات وإنهاء الفجوة بين العرض والطلب. من ناحيتها، توضح لـ "الاقتصادية"، تاتيانا كودرياشوفا المحللة الروسية، أن بعض البيانات غير الدقيقة تشير من وقت إلى آخر إلى ضعف امتثال روسيا لتخفيضات الإنتاج، لكن الواقع أن روسيا متمسكة بقوة بالعمل جنبا إلى جنب مع دول أوبك من أجل الوصول إلى سوق مستقرة للنفط وتحقيق مستوى أسعار جيد وملائم لإنعاش واستمرارية ونمو الاستثمارات النفطية الجديدة بما يؤمن منظومة العرض والإمدادات على المدى الطويل.
وأشارت كودرياشوفا إلى أنه بحسب تقديرات هيئات دولية كبرى وعلى رأسها وكالة الطاقة الدولية فإن العام المقبل سيشهد تحسنات إيجابية واسعة في السوق في ضوء التوقعات المتلاحقة بنمو الطلب السريع على النفط الذى يقابل بالتزام أيضا متنام من جانب المنتجين وعلى رأسهم "أوبك" وروسيا لإنهاء تخمة المعروض.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط