أخبار

أوكار الإرهاب وحسابات الاستخبار مرتعان لخيانة واحدة

أوكار الإرهاب وحسابات الاستخبار مرتعان لخيانة واحدة

مصادفة معبرة، وإن كانت مؤلمة، تلك التي كشفت في يوم واحد، عن وكر إرهابيين انتحاريين في آخر لحظات إعدادهم المشين لاستهداف وزارة الدفاع السعودية، وعن خلية استخباراتية تعمل بخبث ودهاء بعيد المدى لمصلحة جهات خارجية. فالتخابر رغم تخفيه خلف أقنعة متعددة، إلا أنه في نهاية المطاف يمس مقدرات البلد في أغلى ما يملك؛ في سلم المجتمع ووحدته، وغالبا عبر شبابه وشاباته، وصولا بهم إلى أوكار الإرهاب، بعد فصلهم عن عائلاتهم وأوطانهم، وتجنيدهم لخدمة أفكار ظاهرها صلاح "الأمة" وباطنها أطماع توسعية، لا تأنف من استخدام كل ما في طريقها من تدين صادق، وتعاطف إنساني.

عملية استئصالية

وإذا ما كان تحييد الخطر الذي أعلنت عنه رئاسة أمن الدولة قبل يومين يعد عملية استباقية فيما يتعلق باستراحة حي الرمال التي آوت المفخخين من الجنسية اليمنية. فإن عملية القبض على الخلية الاستخباراتية المكونة من سعوديين وأجانب تعد عملية استئصالية لا تقل أهمية. إذ تقطع عن هؤلاء المجندين منابع التمويل الأيديولوجي والمالي. علما بأن هذه المرحلة هي الأخطر عطفا على كثير من الخلافات القائمة اليوم حول تمويل الإرهاب. وأقربها بطبيعة الحال الخلاف مع قطر ومساعيها التي لم تتوقف عن التمويل بأشكاله كافة بدءا من المال وليس انتهاء بجوازات سفر قطرية تمنح الإرهابيين غطاء مدنيا ودوليا لا يحلمون به وهم في طريقهم لتنفيذ أجنداتهم الاستخباراتية غير المباشرة أو حتى الإرهابية المباشرة.
حسابات سوداء

والحديث عن خلايا استخباراتية يقود بالضرورة للحديث عن سبل هذه الخلايا في التعريف بنفسها وفي تجنيد الآخرين. والأمر إلى هنا لا يحتاج إلى كثير من الاستقصاء. فمنذ أحداث ما عرف بالربيع العربي وكل أنظار المراقبين وتحليلاتهم تتجه لثورة مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة التجنيد من خلالها، عبر حسابات لشخصيات دعوية أو اجتماعية مؤثرة ومعروفة، بالتزامن مع إغراق مواقع التواصل بمعرفات مفبركة ومكثفة تعيد تكرار الآراء الموجهة ذاتها لتوهم المتابع تضليلا وزورا أن هذا هو ما يريده "الشعب" والرأي العام إجمالا.

صناع السخط

وكالعادة كان السبق المشين تاريخيا في هذا الفعل لاستخبارات إيرانية وقطرية لم تتوان عن صرف الكثير من الأموال بطرق متعددة ومتلونة، من أجل استقطاب دعاة وكتاب ومثقفي الدول التي تطمع في إسقاط قياداتها وإثارة البلبلة حول مستقبلها. بإغراء المال تارة وبإغراء السلطة الأممية المتوهمة تارة أخرى. فتكون بذلك وبحسب رؤية "الحمدين" القاصرة هي المتحكم في رأي نخب البلد الذين سيسهمون نيابة عنها في إثارة البلبلة والسخط العام.

سور المملكة العالي

ورغم نجاح المخطط على مستوى بعض الدول العربية إلا أنه فشل فشلا ذريعا حين وصل لأعتاب سور المملكة العربية السعودية العالي. فأوهام "الحراكات" المزعومة ودائما برعاية الحمدين وخلاياهما الاستخباراتية النائمة والمتوارية بين حسابات التواصل السوداء ما تلبث أن تصحو تدريجيا وببطء مدروس في لحظة ما داخل أحد الأوكار الإرهابية ضواحي الرياض أو الدمام أو مكة أو غيرها من مدن المملكة الغالية. ولكن يقظة الخائن التابع والمغلوب على أمره لا يمكن بحال من الأحوال أن تقوى على مجابهة يقظة رجل الأمن النبيه والمواطن الشريف، القائمين يدا بيد على أمن البلاد وسلمها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار