Author

بيان العوامية .. والمجد للوطن

|

بعد أسبوعين من تطهير حي المسورة في العوامية بمحافظة القطيف من الإرهابيين والمتطرفين أصدر أهالي العوامية بيانا يدعون فيه إلى التكاتف والمضي في مسار الإعمار والتنمية دون أدنى التفات إلى شراذم من أسماء مستعارة تنعق في وسائل التواصل الاجتماعي، محيين في بيانهم الجهود الجسورة التي بذلها رجال الأمن وما هيأته الدولة من دعم ومساندة لأهالي العوامية لدحر مجرمي الإرهاب والمخدرات والجنايات الدموية الذين كانوا قد اتخذوا من حي المسورة بأزقته الضيقة وبيوته القديمة أوكارا لصناعة الإرهاب ومخابئ للمتفجرات وذخائر الموت إلى جانب التجارة السوداء للمخدرات وغيرها من شرور.
الهيئة العامة للتطوير بمنطقة الدمام باشرت عملا متصلا بعدما تمت إزالة حي المسورة بالهدم بعد تعويض أهاليها بمبالغ مجزية عن مساكنهم القديمة، فقد بادرت إلى العمل على إمداد الحي بشبكات حديثة من الكهرباء والمياه والصرف الصحي والهاتف، على نحو يستجيب للمخطط الإنشائي الذي تم إعداده بمواصفات عصرية تجمع له الأناقة والجودة، وليخرج بحلة زاهية في مساكنه ومرافق خدماته وحدائقه وميادينه وشوارعه، وليشمخ علامة براقة يشع أمنا تغمره حيوية العمل والعيش الحميم.
اليوم، يكون قد مر على معاناة أهل العوامية سبعة أعوام، ابتلوا بشرذمة من شذاذ العقول ومنعدمي الضمير وضالي الأرواح ممن أعمت بصيرتهم أجندات لا تعرف غير الكراهية ولا تقود إلا إلى الفتنة والشحن الطائفي وتأجيج التطرف .. سبع سنوات والعوامية تمسك أنفاسها من هؤلاء الطغمة التي راحت تتصيد الأبرياء تفجيرا واغتيالا سقط بإرهابهم رجال أمن وأناس طيبون من عامة أهل البلدة .. وكان أهل العوامية خلالها يصيبون هذه الزمر الإرهابية بالقهر ويحبطون أمانيهم الشريرة في أن يجدوا فيهم من يستميلونه بغلوهم ومزاعمهم المتطرفة .. وفي كل مرة يقوم به هؤلاء القتلة بعمل إرهابي، كان أهل العوامية يصطفون قوة أمن شعبية بتكاتف وإخلاص أشد إلى جانب رجال قوى الأمن الذين كانوا بالمرصاد لهؤلاء القتلة يحبطون تدابيرهم الشريرة ويقمعون خططهم ويسحقون وجودهم حيث كانوا.
ومن المشرّف لأهل العوامية أن ينجلي كابوس رعب أولئك الشرذمة وأن يتحول حي المسورة من بؤرة لأوكار الإرهاب والمخدرات إلى واحد من أرقى الأحياء لا مكان فيه إلا للمودة وحُقَّ لهم أن يبتهجوا بذلك وأن يعبروا عن مشاعرهم الوطنية بهذا التحقق العملي المتناغم مع الروح السوية للإنسان المواطن في العوامية كما هو في قلب كل مواطن على كل شبر من تراب هذا الوطن الغالي، فمواطنو هذا الوطن، في كل مناطقه هم سوار لأمنه وعيون تحرسه باليقظة .. ليبقى لنا قيادة وشعبا وطنا مجيدا نغرد في مجده.

إنشرها