Author

«المسورة».. ضمن خطط تطوير العشوائيات

|
كنا نسمع من بعض الزملاء والأصدقاء في منطقة القطيف عن حي المسورة قبل الأحداث الأخيرة، فهو حي قديم متهالك عشوائي ذو أزقة ضيقة بالكاد يمر منها شخص واحد لا أكثر، ولا يمكن للدوريات الأمنية المسؤولة عن حفظ النظام الدخول إليه كما تفعل مع الأحياء الأخرى الحديثة، وأصبح منذ سنوات وكرا للمجرمين واللصوص وتجار المخدرات بعد أن هجره أغلب سكانه، ووجد فيه الإرهابيون الجدد من أدوات إيران و”تنظيم الحمدين” ملاذا لهم ينطلقون من خلاله في تنفيذ عملياتهم الإرهابية التي استهدفت رجال الأمن والأهالي في منطقة القطيف، وذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء. إزالة المناطق العشوائية وتطويرها لم يقتصر على حي المسورة، بل هي استراتيجية حكومية شاهدناها منذ سنوات في أحياء عشوائية في مكة المكرمة وجدة والمدينة والرياض وعديد من مدن المملكة، فلا أحد يشكك في مخاطر تلك الأحياء على المواطنين والمقيمين، وتطويرها يأتي ضمن خطط التنمية والبناء التي تشهدها السعودية في مدنها كافة، وتنفق عليها المليارات من خلال التعويضات التي تمنح لأصحابها، أو إنشاء المشاريع التنموية على أنقاض تلك الأحياء. وما حدث في “المسورة” هو ضمن تلك الخطط التنموية، وقد تم تعويض الأهالي بمبالغ كبيرة بلغت أكثر من 900 مليون ريال، وهو رقم ضخم متى ما علمنا أن عدد المنازل لم يتجاوز 480 منزلا متهالكا، إلا أن يد الغدر حاولت إيقاف هذا المشروع التنموي الذي سيستفيد منه أهالي المنطقة، وبدأوا في استهداف العاملين على مشروع التطوير، ما دفع الجهات الأمنية إلى ردعهم واجتثاث إرهابهم بالقوة، ففي السعودية هناك يد تبني وتطور وتصنع سبل العيش الرغيد للمواطنين، وفي المقابل هناك يد أخرى تردع وتجتث الإرهابيين والمجرمين. المشاهد التي نقلتها لنا وسائل الإعلام المحلية منتصف الأسبوع الحالي من حي المسورة بعد دحر الإرهابيين والعملاء والمجرمين وبدء عجلة البناء في المشاريع التنموية في الحي وتطويره، بعثت الفرح والسرور والبهجة في نفوس الجميع، وولدت لدينا يقينا لا يتبدد أن السعودية ماضية في البناء والتنمية وردع الإرهابيين في وقت واحد، دون أن يتوقف أحدهما.
إنشرها