Author

فتيات يكتسحن السوق

|
شاهدت عددا غير قليل من معارض الإنتاج المحلي والأسر المنتجة آخرها كان في الأسبوع الماضي، حيث تدعم وزارة العمل مجموعة من الأسر المنتجة "اسما" لكنهم في الواقع يشترون البضاعة من الخارج لتبيعها ضمن ما سمي "المستثمر الصغير" في حي البجيري السياحي في الدرعية. هذه الخطوة التي لا أرى أنها مفيدة، ستسهم في كبت الكثير ممن لديهن أو لديهم الإبداع والقدرة على التعبير عن إبداعهن/ م من خلال الإنتاج الذي يمكن بيعه على النواصي وفي المواقع التي تؤمنها الدولة؛ نظراً للأسعار المنخفضة التي يحتاجون للتعامل معها في السوق. إن قيام الوزارة بدعم المستثمرين بشراء الفشفاش والفشار والحلويات لبيعها في موقع تحت رعايتها أمر لا يفيد إلا بشكل محدود، لكنه يمكن أن يعود بالخسارة على الطرفين، والمستفيد يحضر ما يحب من البقالات المنتشرة على بعد 100 متر من الموقع الذي تحميه الوزارة. لهذا نطالب دائماً بدعم الأعمال الأصيلة، التي يمكن أن تكون إضافة إلى المجتمع والسوق نفسه، ذلك أن تكلفتها ستكون بسيطة لكن مخرجاتها تتحول إلى قيمة مضافة ماليا وإبداعيا على المجتمع، كما أنها تحفز الآخرين للدخول في السوق والإبداع من خلال ما يتعلمونه في المدارس والمعاهد والمنازل، وما يبرعون فيه من الأعمال المختلفة. على أنني لا أطالب بمزيد من أكشاك المواد الغذائية التي ما إن نذكر الأسرة المنتجة إلا ويقفز لمخيلة الواحد مجموعة منها، فتلكم تجاوزنا فيها الحد، ومهم أن نبدأ في مفارقتها والعمل على التركيز في الاختيار؛ ليكون هناك مزيد من التنوع لدى المستثمر الصغير. في هذا الإطار يأتي البازار الذي أقيم الأسبوع الماضي، حيث عرضت مجموعة من الأعمال الاحترافية الجميلة التي أبدع في إنتاجها فتيات من بنات الوطن اللائي حولن أعمالا عادية وملابس نشاهدها في كل مكان إلى أعمال فنية وتحف تحمل روح وجمال الفكر والمخيلة الراقية التي أبدعتها. يمكن أن نعتبر هذه البداية وسيلة لدعم الفن والتطوير الذي يمكن أن يحول لوحة عادية أو مادة منزلية بسيطة إلى أداة تنقل المشاهد والمستخدم إلى عالم مختلف يتجلى فيه ثراء فنان أو فنانة. هنا ندخل مرحلة مختلفة، ويبدأ تحفيز التنوع ليسيطر على المراحل المقبلة، حيث لا حدود للإبداع والفكر، بدل الجمود الذي تعيشه أغلب بازارات الأسر المنتجة.
إنشرها