Author

بدهيات مرورية

|
أغلب السائقين مع الأسف لا يلتزمون بالبدهيات المرورية. وعندما نتحدث عن البدهيات المرورية، نقصد أشياء من الضروري أن يفعلها الإنسان من أجل ضمان سلامته وسلامة الآخرين. الاتجاه إلى اليمين، يتطلب منك أن تعطي الإشارة وتتوقف تماما، ثم تتجه إلى المسار الأيمن، بعد أن تتأكد من خلو الطريق. هذا لا يحدث مع الأسف. الدخول إلى الدوار، مسألة تتطلب أن تراعي الأفضلية لمن هو موجود داخل الدور، لكن واقع الحال أن الأفضلية للأسرع والأكثر تهورا. التوقف للمشاة العابرين للطريق، مسألة بدهية وأخلاقية، لكن واقع الحل يؤكد أن هذا سلوك نادر، حتى في المناطق التي تشهد عابرين بكثرة سواء عند المساجد أو المدارس. انتهاك هذه البدهيات وسواها، يزيد من مخاطر الطريق، ويجعل قيادة السيارة مغامرة لا تحكمها أنظمة المرور، ولا حتى الأخلاق والمبادئ الإنسانية. والنتيجة أن الذئب القابع في السيارة، سوف يشعر بالرضا الكامل عن نفسه، لأنه شعر أنه يحقق من خلال مركبته، انتصارا على الآخر، الذي يرتكب المخالفات نفسها. إننا نلوم المرور دوما، ونلوم أنفسنا دوما، لأن تفعيل الأنظمة وتطبيق القوانين يتطلب حضورا مستمرا للدوريات السيارة والراجلة. وفي حال غياب هؤلاء وأولئك، من الضروري أن يتم تغطية هذا النقص بالكاميرات الأمنية التي ترصد سلوكيات السائقين المتهورين وتحاسبهم على تجاوزاتهم. يتضافر مع ذلك توفير اللوحات الإرشادية في كل مكان، تلك التي تحدد السرعات، وتطلب التهدئة، أو تطلب التوقف التام لأن هذه المناطق تشهد عبورا للمشاة. مشكلة المرور ثنائية: الأولى تتعلق باكتمال تجهيز اللوحات الإرشادية، والثانية تتعلق بتكثيف الوجود المروري بشريا وتقنيا. هذان العنصران سيزيدان أعداد السائقين العقلاء في شوارعنا.
إنشرها