Author

المنظمات وقيادة الأداء العالي

|
القيادة هي عملية إلهام الأفراد ليقدموا أفضل ما لديهم لتحقيق النتائج المرجوة. وتتعلق بتوجيه الأفراد للتحرك في الاتجاه السليم، والحصول على التزامهم، وتحفيزهم لتحقيق نجاح المنظمة. يوجد في الحياة عديد من القيادات وليس ثمة قيادة واحدة، وترتكز القيادة على مثلث القائد، والتابعين والنشاط. في بيئة يزيد فيها التنافس، ويصل الأداء إلى ذروته في ظل صعوبة الموارد المالية، تتطور المفاهيم الإدارية والقيادية في عالم الأعمال، كما هو الحال في عالم الأداء الرياضي مثلا الذي يتطلب مزيدا من الجهد المتواصل، ورفع الأداء بشكل عال جدا، في أوقات قصيرة حتى نصل للنتائج المطلوبة. لن نصل للأداء المرتفع دون إدارة وقيادة واعية ومدركة للأهداف السامية والمصالح التي تجمع العاملين في المنظمة، وتعمل من أجل تحقيق النجاح وتلبية طموحات المساهمين الشركاء وأصحاب المصلحة. وفي عالم اليوم تحتاج الشركات إلى كل المعلومات والخبرات المتراكمة والمهارات والذكاء حتى تستطيع مواجهة المتغيرات والتكيف مع الأوضاع الجديدة والمرونة التي تمكن من اتخاذ إجراءات سريعة ومتوائمة مع أي متغير، حتى تتحقق الأهداف ويتم تجنب الخسائر والمخاطر. ولنجاح المنظمة وتعزيز استدامتها ونموها، يجب أن تكون القيادة قادرة على التوفيق بين الاقتصادي والبشري والاقتصادي والبيئي والعمل والرفاه والسعادة والربح، أي أن مقياس القيادة في المنشأة لا يتعلق فقط بالربح المادي الصرف بل بالنمو والاستدامة، والتطوير، والإضافة النوعية للصناعة، والسعادة للعاملين في المنظمة. وبعبارة أخرى، فإن القائد يحتاج إلى أن يتوافر لديه الدافع القوي من الطاقة المتراكمة والدراية، والشغف، والرغبة والوسائل للنجاح مع متعة في أداء ما يقوم بعمله، وهنا يتحقق الإبداع. ومن الأهمية بمكان التركيز على التوازن بين المصلحة العامة للمنظمة والمصالح الفردية، وكذلك التوازن بين الضغط في العمل والحرص على توفير بيئة صحية وماتعة، والاعتبارات الرقمية، والعوامل والفروقات البشرية، والقائد عليه أن يفكر في المصالح المشتركة التي يهدف لتحقيقها سواء فيما يتعلق بالمساهمين والعملاء والشركاء وأيضا العاملين في تطلعاتهم. هنالك عاملان مهمان في قيادة الأداء العالي ينبغي التركيز عليهما وهما: • إدارة التغيير في المنظمة من أجل تنفيذ رؤية طموحة. • القدرة على توليد الثقة. أكثر الشركات الناجحة هي تلك التي أثبتت قدرتها على دمج عدم الاستقرار والتعقيد وعدم القدرة على التنبؤ في بيئتهم عند اتخاذ القرارات الهيكلية للانخراط وتعبئة فريق العمل، وفقا لروسبيث موس كانتر، "بعض الناس يعتبرون قادة بغض النظر عن المسار الذي اختاروه لأن الطاقة الإيجابية داخلهم تنهض بمن حولهم. وحتى في الأوقات الصعبة، فإنهم دائما يجدون وسيلة للنجاح"، والتركيز على الخير فيه تأكيد للقيادة الخيرة التي نستمدها من ثقافتنا وديننا الحنيف. ومن الأهمية بمكان التركيز على عاملين مهمين في القيادة وهما الشجاعة والثقة. والأولى مهمة لتنمو، وكذلك لتواجه القضايا الصعبة والتغلب عليها ومواجهة الشدائد. والثقة حتى تستطيع التأثير في الفريق، وهي نتيجة نابعة من كمية الخبرات والمحاولات الفاشلة والناجحة. يلعب الالتزام كذلك دوره حتى تنحت المسار الخاص بك، كقائد، وتكون على دراية واطلاع، مجملة، وأيضا تشكل المبادرة وطرح الأفكار والعمل عليها عاملا مهما في البدء في التغيير أو إصلاح الإجراءات أو الإشكاليات التي تواجه المنظمة ولا سيما في مواقع متقلبة ومتغيرة، وأحيانا غير قابلة للتنبؤ. للذكاء العاطفي دور أيضا في التأثير في فريق العمل ومعرفة كيفية توجيهه المسار الذي يحقق مصلحة المنظمة، من خلال معرفة اهتماماتهم الشخصية، والسمات المختلفة للعاملين، ومن ثم توجيه الفرد في الفريق بالشكل الذي يتناسب معه، ورفع همته وأدائه. لا تتحقق قيادة الأداء العالي دون كسب ثقة الآخرين، والحفاظ عليها، بل حمايتها ويكون ذلك بالاتصال والتواصل المستمر مع العملاء والموظفين والزملاء والشخصيات البارزة الأخرى وجها لوجه من أجل بناء وتعزيز الثقة، ويتحقق ذلك بالصدق في التعامل والعمل وما ننوي القيام به. وممارسة القيادة أمر لا يحدث بين عشية وضحاها، إنها عملية بطيئة تتطلب التفكير والانضباط وكثيرا من العمل الشاق. الفكاهة لها دورها كذلك في التأثير الإيجابي في الآخرين وحس المرح يجعل الفريق أكثر تقاربا وأقل رسمية. وتلجأ بعض المنظمات إلى ممارسة الرياضة الجماعية والمسابقات من أجل تعزيز الثقة المتبادلة والترابط بين أعضاء الفريق.
إنشرها