Author

قوة الابتسامة

|
يعتقد البعض أن الابتسامة توحي بالضعف أو تسمح للآخرين بأن يسيئوا إليك، هذا الاعتقاد خاطئ ويحب أن نحاول أن نتفهم ردود الأفعال التي تظهر من الآخرين بطريقة احترافية. الواقع أننا حين نتبسم في وجه 90 في المائة من الناس فنحن نكسب ودهم وتفاعلهم. هنا تبدأ الأمور في أخذ الطابع الاحترافي فأنت ما إن تتبسم في وجه شخص آخر حتى تكون قد كسرت الجليد الذي يمكن أن يسيطر على العلاقة، والأهم من ذلك أنك استطعت أن تضمن ابتعاد الآخرين عن العدائية التي يمكن أن يتسبب فيها الوجه المتجهم. إن الدفاعية التي يتبناها الأشخاص عندما يشاهدون الوجه غير المرغوب أو منعدم التعبير، هي جزء من التركيبة النفسية التي تولد مع الإنسان. حالة التبسم هذه تمكنك من الدخول إلى مواضيع كثيرة دون أن تواجه ردة فعل سلبية، هنا لا بد أن تتذكر أن الابتسامة عنصر مساعد للتعارف وضمان الرد الإيجابي حتى وإن كنت ممن يحملون الأخبار السيئة. يقول وارن بوفيت إن التعاطف واحد من أهم أسرار نجاحه. يضيف إلى ذلك أنه يحاول دائما أن يخلق رابطا بينه وبين من يعملون معه، والابتسامة هي الدافع الأكبر الذي جعل كثيرين منهم يتوجهون إليه ويصارحونه بأفكار ومقترحات لم يكن ليسمع عنها لو لم يكن هناك هذا الرابط النفسي البسيط بينه وبينهم. يؤكد بوفيت أن العلاقة الحميمة هي التي تجعله يستدعي موظفيه عندما تكون لديه أخبار سيئة، ويجلس معهم ويصارحهم بقراراته، وذلك ما جعله يحتفظ بالبعض كأصدقاء حتى وإن تركوا العمل معه. هنا أذكر أنه ليس هناك ما يمنع أن نجلس مع من نحب ونبلغهم الأنباء السيئة ما دمنا لا نحمل ضغينة أو كراهية أو عداءا لهم. هنا تتضح أهمية حسن النوايا وتأكيدها باستمرار حتى وإن كان هناك من يشككون في نوايانا. المواقف والتجارب هي التي تصنع الأصدقاء والأعداء في الوقت نفسه، ولهذا فالابتسامة هي المفتاح الحقيقي للعلاقة الإيجابية، لكن الشرط الأهم هنا هو أن لا يضمر الشخص أي ضغناء أو كراهية للآخرين. هذه النقطة بالذات هي التي يمكن أن تدمر العلاقات الاجتماعية وتصنع لنا الكثير من الأعداء وهو النتيجة الحتمية لما يمكن تسميته الابتسامة الصفراء التي وإن ظن صاحبها أنه ذكي إلا أن الجميع يكتشفونه عند أول موقف مزعج.
إنشرها