default Author

بياض البشرة وصمة عار

|
تعودنا أن أصحاب البشرة السمراء يعانون في كثير من المجتمعات، العنصرية الظاهرة والباطنة، سواء اعترفنا بذلك أم لا، ولكن أن يكون العكس، ويكون البياض مشكلة، هذا ما ترويه لنا الفنانة (آنا باراسيوس) عبر سلسلة صور من ملجأ في تنزانيا، وهي نوع من الفنانين المختلفين الذين حملوا هم الإنسان حتى من أقاصي الأرض! سلطت آنا الضوء على فئة من البشر حولهم خلل جيني بسيط إلى بشر ذوي بشرة بيضاء في مجتمع يتميز بلون بشرة سمراء، ومن خلال كاميرتها أحبت أن تلقي الضوء على مأساة الألبينو أو المصابين بالمهق في تنزانيا! فهم يتعرضون للاضطهاد بسبب جهل مجتمعهم بطبيعة المرض، فالسحرة في تنزانيا يعتقدون أن أطراف الألبينو (أيديهم وأرجلهم) وبعض أجزاء أجسادهم تحمل قوى سحرية؛ لذا يسعون للحصول عليها بأي طريقة، والبعض يموتون رعبا منهم، ويعتقد أن هذا الجنس الغريب لعنة أينما حلوا ونذير شؤم! سجلت في تنزانيا 8000 حالة، ويعتقد أنهم أكثر من ذلك بكثير، منهم رجال ونساء وأطفال يهربون من جحيم العذاب إلى جمعية (كابانغا) أحد ملاجئ الألبينو في تنزانيا لإبعاد المصابين خوفا عليهم من بتر أعضائهم أو ذبحهم على يد تجار الأعضاء الذين يبيعون أطرافهم وأعضاءهم للمشعوذين لاستخدامها في إعداد الخلطات السحرية أو لجلب الحظ، كما يستخدمونها في خلطاتهم لعلاج مرض السيدا المنتشر في إفريقيا!! وفي تلك المراكز يعتنون بهم ويعلمونهم صنعة يعيشون من ورائها مثل الزراعة أو الخياطة أو الطبخ! حتى أهل المرضى يخجلون منهم، ويعتبرونهم وصمة عار، فيحاولون إخفاءهم بشتى الطرق، وقد يصل بهم هذا الإحساس حد قتل أبنائهم المصابين بالمرض حال ولادتهم، ويقدمونهم قربانا للمشعوذين. وإذا كتب لهم نصيب وعاشوا حياتهم فسيجدون صعوبة في إيجاد شريك يرتبطون به؛ لأن الناس يظنون أن اللعنة ستحل عليهم بمجرد قربهم منهم، وأنهم لو لمسوا أي شخص فسيصيبه المرض ويتحول لونه إلى الأبيض، لذا يعيشون بسلام في المراكز التي وفرتها لهم الدولة رغم افتقادهم لحياتهم الأسرية، فتجد لمحة الحزن بادية على وجوههم! وترى آنا باراسيوس أن الحل لمشكلتهم لا يكمن في هذه المراكز بل في التعليم، لأن الجهل هو سبب ما يعانونه، ولو تلقى الناس العلم هناك لعرفوا أن هذا مرض بسبب خلل جيني يقلل إفراز صبغة الميلانين، فيصبحون شديدي البياض، ولكنه غير معد وغير ضار، والشيء الوحيد الذي قد يعانونه هو مشكلة في عيونهم.
إنشرها