Author

اليمن إلى أين؟

|
كتبت في الأيام الماضية عن اليمن وما استجد في الساحة من خلافات جوهرية كشفها التراجع المستمر لميليشيات الحوثي في الموقفين السياسي والعسكري. رفض الناس لهذا الاحتلال البغيض ومحاولة فرض الرأي بالقوة بدأ يثمر عندما قرر الناس أن يخرجوا للشارع للتظاهر ضد ما يعانونه من مجاعة ومرض وفقر سببها هذا الاحتلال البغيض. عندما بدأ الناس بالخروج عملت الميليشيات على منع «الواتساب» في العاصمة، وإطلاق النار على أي تجمع سواء داخل أو خارج صنعاء، لكن السحر انقلب على الساحر فإلغاء الوسيلة الوحيدة للتواصل بين مواقع الميليشيات وهي «الواتساب» في العاصمة أدى إلى فراغ أمني وبدأت تظهر حالات فردية من عدم الانضباط نتج عنها هجمات متخبطة. وهذا التخبط في القرارات والهجوم أصبحا جزءا من ثقافة المليشيات الخطيرة، فهم ينتحرون عسكريا بمهاجمة المدن الحدودية السعودية ومهاجمة السفن بغض النظر عن طبيعتها وإطلاق الصواريخ في كل اتجاه، ولو أن دول التحالف تعاملت مع هذه الخروقات بالمنطق والطريقة نفسهما لانتهت الحرب منذ أمد بعيد. إن اهتمام التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية بحماية المدنيين ومواقع العبادة والمدارس والمستشفيات التي يتخذ منها رؤساء هذه الميليشيات ملاجئ ومواقع للسكنى لقناعتهم الراسخة بأخلاقيات التحالف، يدل على أن مستقبل اليمن لا بد أن يتغير. هذه الميليشيات المجرمة لا تهتم سوى بالوصول للسلطة والمال، وعندما تفعل فهي لن تبقي ولن تذر. سيستمر علي صالح في جمع الأموال وبناء إمبراطوريته "سبأ" ونشر شبيهاتها في كل دول العالم، وسيجمع الحوثي الأخماس من كل المواطنين ويجلس على ثروة هائلة تتضاعف كل عام، لكنها أحلام مجرد أحلام لن يسمح لهم الشعب اليمني بتحقيقها، بل إن الاثنين لن يسمحا لبعضهما بذلك وهما اللذان يطمعان في الاستحواذ على كل شيء، لكن هل تسمح لهما الحليفة الممولة بأي من ذلك؟ أشك في هذا أيضا. إيران ستمحو أول ما تمحو علي صالح باعتباره الشريك الأكثر طمعا وخبرة سياسية في المعادلة، ثم تتفرغ للابن العاق الذي يعتقد أنه نابغة عصره وهو الذي لم يتمكن من إلقاء خطاب واحد دون أن يقلد مثله الأعلى نصر الله. حلف مصيره الفشل والخسارة للجميع، والأيام حبلى وسنرى ما تحمله، وما النصر إلا من عند الله.
إنشرها