Author

مطلوب رسائل إيجابية

|
تضمنت "رؤية المملكة 2030" رسائل إيجابية تتعلق بالتنمية والرفاهية والسعادة والارتقاء بالمواطن، ورفع قدرات العاملين والعاملات، وتوفير الفرص الوظيفية وبناء بيئة إيجابية مميزة للاستثمار. هذه أمور يدركها من قرأ "الرؤية". عندما ظهرت القرارات الأخيرة التي تتعلق بإلغاء بعض البدلات، كانت مساحة التفهم لهذه القرارات ملموسة. هذا السلوك النادر، يكشف وعيا جمعيا بالتحديات التي تتطلب إجماعا على المشاركة في تحمل المسؤولية. التوقعات أن تشهد السنوات المقبلة بإذن الله انفراجا يفضي مع مخرجات الرؤية إلى إعطاء نتائج تجعل النماء الاقتصادي يأخذ مسارا تصاعديا ينعكس على القوى العاملة في القطاعين العام والخاص. وسط كل ذلك، يغدو من المهم أن تطغى الرسائل الإيجابية على خطاباتنا. من غير المعقول مثلا القبول بتمرير عبارات سلبية على غرار "الموظف السعودي إنتاجيته ساعة فقط". منطقيا الموظف في الأحوال المدنية، الذي يتعامل مع الجمهور، إنتاجيته لا تقل عن خمس ساعات على الأقل، الأمر نفسه ينسحب على العاملين في مواجهة الجمهور، خاصة بالنسبة للجهات التي تعتمد على التعاملات الإلكترونية. ثم إن العاملين في الميدان مثل العساكر لا يمكن أبدا القول إن إنتاجيتهم ساعة فقط. عندما تكون هناك بطالة مقنعة في بعض القطاعات الحكومية، لا يمكن ربط هذه البطالة المقنعة بمسألة الإنتاجية، لأنه لو توافرت له فرصة للعمل لن يتوانى عن العمل. وقد أوجدت الرؤية من خلال عبارة شفافة وهادئة حلولا لهذه الظاهرة بالحديث عن التدوير بين قطاعات الحكومة، ولم يتضجر أحد من ذلك. لكن إطلاق عبارة سلبية عن عدم فاعلية العاملين السعوديين، لا تستقيم مع معطيات الواقع. أحد رجال الأعمال، قال لي وكان يعلق على هذه العبارة: سمعت موظفا متعاقدا يردد هذه العبارة على مسامع موظفين سعوديين عندي، فاستدعيته وأنهيت العلاقة التعاقدية معه. من المؤسف أن التشكيك في الموظف السعودي كان ولا يزال السوط الذي يستخدمه الممانعون للسعودة في القطاع الخاص. لنكن رفيقين بأنفسنا، نحن نتهيأ لمسيرة متميزة بإذن الله، والناس متحمسون لهذه المسيرة، فلا داعي لممارسة جلد الذات في خطاباتنا.
إنشرها