Author

حماية الوطن

|
تسابقت في يوم الوطن كثير من الصور التي تعيد ذكريات الأمس وتنافس في التطلع للمستقبل. هناك في الزمن القريب ذكريات التوحيد، حيث اجتمعت قلوب أمة على قيادة استلهمت بقاءها من أهم قيم كل من في الوطن. قيادة جعلت القرآن نهجا وطريقا تعبر به أنفاقا مظلمة، وجبالا وعرة. بدأت البلاد في مكافحة الفقر الذي كان أكبر عوائق البقاء والنمو، فرزقها الله الخير من كل مكان، الجهل كان عائقا يجعل الخطط تتهاوى ونحن نشاهد الغريب يتولى كل شيء، فتحولت البلاد إلى منارة للعالم وهي تحتفي بأبنائها وبناتها الذين نهلوا العلم في أعرق جامعات العالم، ثم انتشر العلم في كل مكان وأصبحت الجامعات في كل مكان مراكز للمعرفة والبحث، عدونا الثالث كان المرض، وجاهدت الدولة في حربه حتى أصبحنا نعين كثيرين من محتاجي العلاج في مشافينا. لا أدعي أننا حققنا كل أحلامنا، لكن الماضي القريب يختلف كثيرا عن الحاضر. التحديات لا تزال في واقعنا ونحن نبحث عن التميز بعد أن حققنا الوفرة التي تحدثت عنها هنا. نعم التحدي القادم هو أن نحول اقتصادنا من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج، يولجنا أسواق العالم بتفوق منتجنا، وهو تحد عظيم. التحدي القادم هو أن نجد الجامعات في الوطن تتجاوز كل التصنيفات العالمية لتصبح مراكز للبحث ومواقع جذب للعلماء والمتميزين من الباحثين. تحدي أن نتخلص من البحث عن علاج في خارج الوطن لأي مرض، بل أن نكون نحن مركز البحث ومركز الشفاء لكل العالم، ولم لا فعندنا الكثير الذي إن أحسنا إدارته فسيكون حقيقة المستقبل الباهر الذي لا يتخيله أحد من المثبطين. تلكم هي رؤية الوطن في القادم من الأيام، ولا يظنن أحد أننا نستعجل النتائج لأن أكبر أعدائنا اليوم هو الزمن. يبقى المواطن الرقم الأهم في خضم هذه التحديات. المواطن الذي يستوعب أهمية المستقبل وحساسية المسؤولية التي يجب أن يتحملها من أجل أبنائه وأحفاده. المواطن الذي يعرف كم النعم التي منحها الله لهذا الوطن وكم المسؤولية التي ألقاها ذلك على عاتق من يعيشون هذه الطفرة تجاه المستقبل وجيل المستقبل ووطن المستقبل ... المواطن عليه دور كبير وأهم الأدوار هو التنشئة الصالحة لمن هم تحت يده ... وهو موضوع حديثي غدا.
إنشرها