Author

«جات سليمة»

|
تسمر الناس أمام شاشات التلفزيون ليتابعوا أخبار طائرة الخطوط السعودية التي أوقفت بعيدا في مطار مانيلا بسبب وجود تهديد أمني على متنها. قيل إن الطائرة مختطفة وهو ما دفعنا جميعا للتفكير في سلامة الإجراءات الأمنية في مطاراتنا وهي من الأفضل بين دول العالم. سلم الله الركاب وانتهت الأزمة بإثبات أن المعلومات الواردة للجهات الأمنية في مانيلا كانت خاطئة. هنا تذكر كثيرون أن مثل هذه الإشاعات سبقت في حالات أخرى، لكنها في حالتنا كانت قريبة وبهذا يكون أثرها أوضح ، ونتفهم قلق العالم من العمليات الإرهابية التي تطال المنشآت والمكونات الأخرى. الأكيد أن هناك إجراءات احترازية يتخذها كل المسؤولين عن تنظيم وحماية المطارات والطائرات، ولكن إمكانية وجود حالة مثل هذه موجودة ما يستدعي أن نراجع كل الإجراءات الأمنية وأن نحاول أن نضمن للركاب حالة من الراحة النفسية التي تعوض عن قلق السفر ووعثائه التي لا تغيرها التطورات الحاصلة في السباق مع الزمن للوصول إلى أفضل خدمات الطيران في نواحي الأمن والرفاهية. رغم أن مطاراتنا تعج بأعداد هائلة من الفنيين والعاملين من مختلف الدول والبيئات والمرجعيات، فنحن لا نبحث كثيرا في خطورة هذه التركيبة المتنوعة من العاملين، وقد لا يقوم أحد بالاختبارات النفسية والسلوكية للعاملين قبل وخلال فترات عملهم في المملكة. عندما حدثت أزمة العفش في مطار الملك خالد ، كان القلق الأهم من تطور الحالة الناتجة عن تأخير صرف رواتب العمالة إلى أكثر من مجرد التوقف عن مناولة حقائب المسافرين، إلى أمور أخرى. شاهد كثيرون المقاطع التي تصور التعامل السيئ مع الحقائب وكيف كانت ترمى بشكل غير مقبول. يستدعي هذا أن نعيد النظر في قرارات الشركات العاملة في المطارات وأن تتحمل إدارات المطارات مسؤوليتها في ضمان حقوق العاملين ورضا الموظفين الذي يؤدي إلى الراحة النفسية ويضمن لنا الحماية من السلوكيات التي لا تقع ضمن الرقابة المادية لإدارات المطارات. هنا يتأكد أمر آخر وهو ضرورة وجود رصد مستمر لتحركات كل العاملين في الساحات ومواقع التحميل وآلياته بحيث يعلم الجميع أنهم واقعون تحت الرقابة وأن أي سلوك مريب لن يذهب هباء، وهو ما يجب أن يقع في مقدمة اهتمامات مسؤولي المطارات والطيران والركاب عند مشاهدة أي مخالفة يمكن أن تؤثر في أمن وسلامة الناس والمنشآت.
إنشرها