Author

سياحة في الملكوت

|
أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 607 *** حافز السبت في كل خلية مفردة وكل جزء من التركيب الجيني في أجسادنا ينطوي تاريخ أربعة ملايين سنة من تاريخ الحياة والكون .. سبحان من خلق! *** التأمل خلال أربعة عشر مليار سنة خلق الله الكون بقدرته وعلمه وما زال في تشكل سدّمي وغازي ومادي، وبالقماش الأسود يحيط بكل جرم وكوكب ونجم ومجرة وأفلاك ورجم وشهب ونيازك.. نجوم ولدت وتشكلت، ونجوم تفجرت وانتهت بالوعة هائلة للمادة والضوء. وتكونت أرضنا من تلك المادة الكونية وصارت صخرة هائلة جوالة بمدار لا يحيد حول الشمس بينما تنبعج سطوح الأرض لتبزغ الجبال عبر رحلة الأرض التي ما زال يشوبها احمرار الصهيد، وانفلقت البحار في مخاض لدهور. وقارات طفت فوق البحار غرقت وظهرت بصخب أوقيانوسي تحت النظر الكوني، هذه المشهديات الكونية الضاجة هدأت، وارتخت الأرض لتغلف نفسها بالهواء ولتجتمع عناصر تكفل الحياة .. كل هذه عند الصانع الأعظم مر بوقت برقي الإعجاز لا تعيه عقولنا، وندركه بوجداننا وإيماننا جسورا تصل حواف كون روحي. سبحان من خلق! *** من أنا؟ الإيمان والعلم يرفعان الحيرة الفردية البشرية عن السؤال المعلق على مشجاب الزمن: من أنا؟ أنا طينة من خلق المولى الأعظم، في تركيبي الحي يكمن القمر والشمس والماء والهواء والجبل والأقيانوس العميق، أنا الإنسان من خلق مترابط من غبار النجم إلى ذرات النهر وسف الرمال. رابط حيوي كوني واحد بعناصره من خالق واحد ليس له شريك. *** المهم ولكن .. منذ سحق العلم أصغر ذرة إلى أن مسح مردة المجرات، من اكتشاف مادة صخور قمم الجبال الشواهد ومخلوقات الأعماق الفرائد، وكشف الإنسان الفخم للخريطة الجينية داخل كل نوع حي اليوم، ينفتح الستار عن أعظم قصة من كل القصص .. قصة خلقنا. ربي .. ما أروع السياحــــة فـي ملكوتك!
إنشرها