Author

مشروب غازي يا «عيد»

|
لا خلاف بين الجماهير الرياضية كافة على الفشل الذريع الذي يتلبس اتحاد كرة القدم السعودي المنتخب منذ أربع سنوات، فلا نتائج ملموسة ولا منجزات محققة. الإخفاقات تلاحق المنتخب في كل مناسبة وبطولة، ولا بوادر تطوير في المسيرة الرياضية لكرة القدم، والمشكلات تعصف بالاتحاد فلا يمكن أن يمر يوم إلا وهناك إشكالية سواء على مستوى التحكيم أو المسابقات أو حتى في جدولة الدوري وما "الترتيب بحسب الحروف الأبجدية" ببعيد. أمس الأول قدم لنا "اتحاد عيد"، فشلا جديدا ومثيرا ألا وهو فشله في القيام بدوره الاجتماعي عندما وقع مع "مشروب غازي" لرعاية المنتخب لمدة ثلاث سنوات، والمشكلة أن أحمد عيد قال بعد التوقيع "أنا سعيد"، وهو لا يعلم أن الشارع الرياضي سيكون "تعيسا" بعد هذا التوقيع. كل دول العالم تحارب المشروبات الغازية كما تفعل مع التدخين، بل إن بعضها بدأ بفرض ضرائب على تلك المشروبات، ودول الخليج ومنها السعودية تفكر بشكل جاد في الحذو حذوها وفرض الضريبة، وكل المنظمات العالمية التي لها ارتباط بالصحة تحارب تلك المشروبات. وزارة التعليم في السعودية تمنع تداولها وبيعها داخل المدارس لما لها من ضرر على صحة الطلاب، ليأتي أحمد عيد واتحاده الموقر ويوقع مع "مشروب غازي" ويسوق له بل يزيد ويبدي سعادته وكأنه "جاب الذيب من ذيله". كيف لنا أن نقنع أطفالنا بضرر المشروبات الغازية وجلهم من المتعلقين بكرة القدم يرون أحدها يرعى منتخب بلادهم ويروج ويسوق له، كيف لنا أن نقنعهم بضرره على صحتهم وهم يرونه في أيدي لاعبي المنتخب في الإعلانات التجارية التي تقدم قبل وبعد أي مباراة للمنتخب السعودي الأول. اتحاد عيد مع الأسف الشديد يحتاج إلى إخضاعه لوصاية من قبل الهيئة العامة للرياضة، فتصرفاته لا تشير إلى أننا أمام "اتحاد رشيد" في كامل قواه العقلية، فأخطاؤه تتكرر، وكوارثه لا تعد ولا تحصى، والفشل يلاحقه ليس على الصعيد الرياضي فقط بل على كل الأصعدة. هذا الاتحاد الذي كنا نبحث معه عن ابتسامة من خلال النتائج لم يكتف بالتعاسة التي منحها لنا، بل زاد وروج لما يلحق الضرر بصحتنا وصحة أبنائنا.
إنشرها