Author

3 رسائل لشخصين فقط

|
الرسالة الأولى.. ــــ إلى زوجة تحلم بأن تنهض كل صباح من فراشها فتجد زوجها قد وضع وردة حمراء بجوار وسادتها مع ورقة كتب عليها "أنا ممتن لوجودك في حياتي"، وحين يعود ظهرا يهمس في أذنها "اشتقت إليك ورحل كل تعب العمل حين رأيتك يا حبيبتي"، وحين يراها مجهدة من أثر الواجبات المنزلية ومذاكرة الأبناء وأعمال المطبخ التي لا تنتهي يمسك بيدها بين راحتيه ويقول بحنان بالغ "أقدر لك كل هذه التضحيات من أجلنا".. وتستمر الأحلام! الرسالة الثانية ... إلى زوج يحلم كل صباح برؤية زوجته تبتسم بعشق وهي تحمل صينية الإفطار ثم تضعها فوق سريره بدلال ، وحين يعود ظهرا يجدها في انتظاره بكامل زينتها وعطرها الفواح يتسلل لأعماقه وهي تهمس له "اشتقت لك منذ غادرتني صباحا، وأعددت لك جميع الأطباق التي تحبها"، وحين يتصل به أصدقاؤه ليذهب معهم إلى الاستراحة يرفض فتعاتبه بلطف: اذهب أيها الغالي واستمتع بوقتك بعيدا عن صخب الأبناء، وحين تعود ستجدني في انتظارك بشوق.. وتستمر الأحلام! الرسالة الثالثة .. إلى كليهما توقفا عن الأحلام التي تدفعكما للتسخط وعدم الرضا عن حياتكما، فالزواج ليس مشهدا رومانسيا من أحد المسلسلات المدبلجة التي عبثت بكثير من المفاهيم الواقعية للحياة الزوجية، ولا هو رواية حب أجاد مؤلفها حبك أحداثها ليحلق بنا نحو عالم وردي لا وجود له إلا في خياله! ــــ يهدر كثير من الأزواج والزوجات سنوات حياته في محاولة تعديل الطرف الآخر حتى يتوافق مع "مزاجه"، ويظن البعض الآخر أن الزواج حلبة مصارعة وعليه أن يوجه ضربة قاضية للطرف الآخر ثم يضع قدمه فوق قفصه الصدري ويرفع يده منتشيا بانتصاره.. لماذا ما زال البعض يعتقد أنه لا بد من وجود طرف مسيطر ومستسلم حتى ينجح الزواج؟! ــــ هناك قاعدة في علم الرياضيات تقول (أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم) حتى يكون الزواج قويا يجب أن يتعلم الزوجان طرق المصارحة والمكاشفة وفن الحوار الراقي واختيار الوقت الملائم لذلك واحترام متطلبات الآخر واهتماماته! ـــ حين يسود الصمت العاطفي بين الأزواج تتحول البيوت إلى غابة جليدية.. وكلمة دافئة كفيلة بإذابة كل ذلك! وخزة كثير من الأزواج للأسف يريد من زوجته أن تكون أماً متفانية في الصباح وربة منزل محترفة عند الظهر وعاشقة متيمة في المساء، ولو نظر إلى نفسه قليلا في المرآة.. لصمت خجلا!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها