Author

الشركاء الاستراتيجيون الآسيويون .. و«رؤية المملكة»

|
المملكة شريك حقيقي للنجاح ومصدر للثقة في عالم متعدد الأقطاب. فلعقود ممتدة، كان الاقتصادي السعودي منفتحا على الآخرين، لم تعمل المملكة وفقا لسياسة التكتل الاقتصادي مع طرف ضد آخر، حتى في توزيع النفط على العالم كانت المملكة تقود التوزان العالمي، والجميع قادرون على بلوغ السوق السعودية، إذا التزموا بشروطها. والمسألة لدى القيادة السعودية هي دائما نشر السلام والدعوة لخير البشرية وازدهارها، لعل هذه أهم رسالة تريد "رؤية المملكة 2030" أن تضعها أمام العالم، وتؤكدها زيارات الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد لدول العالم المختلفة، ومنها زيارته التي يقوم بها حاليا لباكستان والصين واليابان. المملكة أرض السلام، والخير للجميع، أرض الاستثمارات الواعدة والطرق التجارية الآمنة. وفي عصر التقنية والاتصالات السريعة التي جعلت من السهل الوصول إلى أي بقعة في العالم، فقد أصبح الأمن المحرك الأساسي في تقييم البدائل والخيارات أمام الشركات العابرة للقارات. فالطرق المتعددة وتقنيات النقل المتنوعة، أصبحت عاملا محايدا، والجميع يستطيع أن يوفر جزءا كبيرا منها، وتبقى الاستثمارات والطرق الآمنة هي محرك القرار. ولطالما بعثت المملكة رسائل للعالم واضحة الدلالة على مستويات الأمن العالية التي تتمتع بها المملكة، اقتصاديا وسياسيا، وقدرتها على حفظ توزان القوى في المنطقة، وكذلك مساهمتها الفاعلة في حفظ توزان الاقتصاد العالمي، ولعل الدور الرئيس الذي لعبته المملكة في الأزمة المالية العالمية 2008، والسنوات الصعبة التي تلتها، وما تقوم به اليوم من ضمان لتدفقات النفط العالمية رغم تراجع الأسعار، ليؤكد للجميع أن المملكة شريك حقيقي للنجاح. لهذا كله فإن الزيارة الرسيمة لولي ولي العهد خلال هذه الأيام لباكستان والصين واليابان، تأتي لدول تدرك جيدا هذه المعاني والأهمية البالغة للسعودية، وتدرك جيدا معنى الشراكة مع المملكة في كل القضايا العالمية سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي. ورغم كل هذه الدلالات إلا أن لهذه الزيارة وضعا خاصا مع انعقاد قمة الدول العشرين في الصين خلال شهر أيلول (سبتمبر) من هذا العام، فالمملكة تضع نفسها اليوم في المكانة الصحيحة بين عالم متعدد الأقطاب، وتعمل على بناء شراكات استراتيجية مع دول مؤثرة أمنيا واقتصاديا وسياسيا، وفي ذلك تستثمر المملكة ثقلها السياسي في العالم الإسلامي، وكذلك ثقلها الاقتصادي، وأيضا وهو ما تقدمه مبادرة "المملكة 2030" من استثمار الموقع الاستراتيجي بين قارات العالم. فالزيارة لهذه الدول مجتمعة وبالتزامن مع انعقاد قمة العشرين، لتشير إلى بعد النظر فيما يتعلق بتوحيد الرأي والمواقف، في جميع الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية. ولأن المملكة طورت خطتها الاستراتيجية المبنية على "رؤية المملكة 2030"، وأطلقت برنامج التحول الوطني فإنه من المناسب جدا اطلاع الشركاء الاستراتيجيين في آسيا على مثل هذه التطورات، والدور المأمول منهم في دعم هذه التوجهات الجديدة للمملكة، ودور هذه التوجهات في دعم وضع المملكة كشريك استراتيجي عالمي يمكن الوثوق به دائما. وهنا تبرز أهمية قيام ولي ولي العهد بالزيارة والمشاركة في قمة الدول العشرين، ذلك أن "رؤية المملكة 2030"، قد أصبحت محط اهتمام بالغ من قبل الشركاء خاصة في الصين، الذين يسعون إلى تطوير قدراتهم في الوصول السريع والآمن إلى الأسواق العالمية في كل أرجاء المعمورة. كما أن جميع الشركاء الاستراتيجيين الآخرين مهتمون بمعرفة حلول المملكة فيما يتعلق بتنويع مصادرها في استخدام الطاقة، وتعزيز ضمان استمرار مستويات مناسبة من الإمدادات العالمية، والفرص المتاحة للمشاركة في ذلك.
إنشرها