Author

تكفير أعمال داعش

|
من ينتمي إلى "داعش"، يزعم أنه يتكئ على مشروعية دينية. واقع الحال أن هذه المشروعية المزعومة ساقطة عقلا، إذ إن تصرفات هؤلاء لا يمكن أبدا لعاقل أن ينسبها للإسلام. والمطلوب من جميع العلماء، إعطاء رؤية واضحة في شأن "داعش"، وزعمهم أنهم ينتمون للإسلام. ومن الواجب ألا يكون هناك أي تورع من قلة من العلماء بشأن إرهابية "داعش" وأنهم لا يمتون للإسلام بأي صلة بل إنهم خارجون عن الإسلام أصلا ويعملون ضده وهذه الخطيئة تكررت مع القاعدة، ومجموعة من حركات الرفض والكراهية والإجرام على غرار ما فعلته جماعة جهيمان في الحرم المكي الشريف مطلع القرن الهجري الحالي. إن التورع عن مواجهة هؤلاء المارقين من الدين، أو مجرد ربطهم بأفعال الخوارج فقط، هذا الأمر عزز الخداع الذي مارسه علماء آخرون يتعاطفون مع الرؤية الداعشية، ويحاولون بين تارة وأخرى تمرير جرائمهم. وقد وجدنا من يحاول شرعنة الفظائع التي كانوا ولا يزالون يرتكبونها، على غرار الحرق والوحشية في القتل والاغتصاب والسخرة والاستعباد وإجبار الناس على أفعال لا علاقة لها بالدين مطلقا عندما تورع العالم عن استنكار هذا الجور، أصبح المغرر بهم يجدون في هذا ذريعة، تجعلهم يتصورون أن هذا التورع يعني أن رعاع "داعش" على حق، وإلا لماذا لم نسمع كلاما مباشرا ودقيقا عن "داعش" وغلمانها الذين ولغوا في الدماء بإيعاز من عدد من جلاوزة المتوكئين على الدين الذين يسوقون للكراهية والإرهاب والقتل وإراقة الدم. إن سعادتي بإنجازات وزارة الداخلية في القطيف، وتمكن رجالاتها من إحباط محاولة تفجير مقهى هناك، يواكبها تمنيات، أن يكثف أهل العلم من ظهورهم، وأن يقولوا كلاما صريحا بشأن هذا الكفر البواح الذي أفضى إلى إطلاق يد "داعش" في أرجاء العالم ونشر الإرهاب في كل مكان. لقد كانت قبضة الأمن في بلادنا شديدة على الإرهابيين الملعونين، لكن يبقى صوت العالم والمفكر أقل من المأمول، وعلى هذا الحيف أن يتغير.
إنشرها