Author

التوتر

|
كنت في زيارة أحد الزملاء عندما وصلنا نبأ إصابة شخص في حفل زواج نتيجة خلاف لم يتعد العناد الذي نراه يوميا، المؤلم أن المصاب توفي إثر الإصابة وابنه يعالج في المستشفى بعد أن حاول أن يدافع عن رأي والده. هذا التشنج وانفلات الأعصاب مجال مهم للدراسة من قبل مختصي علم النفس والمجتمع. ما نشاهده يوميا من مشادات تؤدي إلى العنف الجسدي في البيوت والشوارع والعمل والحفلات وغيرها من مواقع التجمعات، حيث لم يعد أغلبنا يتحمل الاختلاف الذي ينتج عنه في الغالب تمسك برأي قد يكون تافها ومن ثم الدفاع عنه بكل الوسائل حتى المادية. هذا الوضع هو نتيجة مأساوية لمجموعة من المؤثرات التي تسيطر اليوم في مجتمع يعيش أفراده تحت ضغوط كثيرة، لكنها ليست بأي حال قريبة من ضغوط عاش تحتها آباؤهم وأجدادهم فما القضية؟ إن السؤال الذي طرحته يحتمل أجوبة كثيرة ولكل صاحب تخصص إجابته بحسب ما يشاهد من حالات حقيقية يتعامل معها. رغم الوفرة المالية وسهولة الحياة وتوافر الأشياء والوقت، نفتقد الابتسامة والبساطة والتنازل التي ميزت كثيرا ممن عاشوا قبلنا. رجال الاقتصاد قد يرون الأمر كحالة من التنافس المحموم في سبيل تحقيق المزيد من الثروات، ويربطون ذلك بسرعة المتغيرات في أسواق الأسهم والعملات والمواد، وما يستدعيه الوضع من محاولة تحقيق إنجازات اقتصادية للأسرة وللذات قبل بلوغ سن معينة. بل النظر إلى ما حققه آخرون من ثروات لأسباب قد تكون قانونية أو غير ذلك، وقد يسهبون في شرح تلك القضايا وما شاهدوه من آثار لها لدى زبائنهم والمتعاملين في الأسواق، وذاكرتنا الجمعية مملوءة بأمثلة حقيقية لهذه الحالات. يرى علماء الاجتماع أن هناك كما كبيرا من الأحداث التي طالت العالم وليس عالمنا نحن وحسب. هذه التغييرات على سرعتها وعنفها أدت لتحولات كبيرة لم يكن لأي مجتمع أن يستوعبها. فبعد أن كان الآباء هم العلماء والعارفون بكل شيء والقادرون على حل كل الأزمات. وبعد أن كانت المشكلة تبدأ وتنتهي في مجموعة محدودة من المنازل ولا تتجاوزها، هاهي اليوم تطوف العالم دون أن يشعر بها من يعيشون في البيت نفسه.. غدا أكمل مع علماء الاجتماع ورؤيتهم وغيرهم من المختصين.
إنشرها