Author

حج آمن بلا مهاترات ولا شعارات

|
لا يخفى على أحد حجم التهديدات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة وتؤثر في الأمن والاستقرار فيها، كما لا يخفى على أحد كم أنفقت المملكة على مدى سنوات عديدة "ولا تزال" من الأموال الطائلة من أجل تطوير وتنمية المشاعر المقدسة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث أخذت عمليات التطوير في الاعتبار تزايد أعداد الحجيج عاما بعد عام والتنمية المستدامة لهذه المشاعر ليست مقتصرة على التوسعة، بل على كل المنشآت الخدمية بما في ذلك المواصلات وسائر الخدمات. ولأن المملكة، تقوم بدورها على صعيد حماية الحجيج، ليس فقط لأنه واجبها، بل لأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كما والده الراحل وإخوانه الذين تعاقبوا على الحكم، يضع أمن الحجيج وسلامتهم على رأس أولوياته، إنه يعتبرها مسؤوليته الشخصية، ولذلك يمكن فهم كيف أن ولي العهد محمد بن نايف، هو الذي يترأس لجنة الحج وقد اعتمد خطة الحج لهذا العام بما يلائم ويناسب حجم الأخطار. وزارة الداخلية تتولى، ضمن مهامها المتعددة، حفظ الأمن ومنع ما يؤثر سلبا في أداء الحجاج فريضة الحج، ولذا فإن رجال الأمن من أبناء هذا الوطن يتولون هذه المهمة وهم الذين يحملون الرسالة الأمنية، حيث تعد القطاعات الأمنية أكثر القطاعات مشاركة في الحج وأهمها على الإطلاق من حيث تعدد المهام وتنوعها ودورها في تسيير شؤون الحج كل عام. لقد مكّن الله ــــ سبحانه وتعالى ــــ لبلادنا التي لا تبخل على الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وعلى ضيوف الرحمن، حيث تتسابق الأجهزة الحكومية في كل عام لضمان نجاح موسم الحج، وهي مناسبة تجدد فيها المملكة التزامها تجاه حجاج بيت الله الحرام وتؤكد واجبها في توفير جميع الخدمات وإنجاح موسم الحج وتعزيز الأمن والعمل على أن يكون موسم الحج أفضل مما سبقه من مواسم. إن المشاريع العملاقة تجعل رحلة الحج أيسر وأقل مشقة من العام الذي قبله، حيث يتركز المشروع الضخم في توسعة المطاف والمسجد الحرام بشكل عام حيث تهفو قلوب المسلمين من كل أنحاء العالم إلى بيت الله الحرام فهو قبلتهم ومحط أنظارهم، كما أن كل مسلم يعلم علم اليقين حجم الجهود التي بذلتها المملكة وتبذلها في سبيل راحة الحجاج واستتباب أمنهم وهو كالمواسم السابقة تستنفر فيه طاقات المرافق العامة في المملكة، وخصوصا في منطقة مكة المكرّمة وتدعمها جميع الوزارات والهيئات والمصالح الحكومية المركزية في الدولة. ولعل نجاح السيطرة على تصاريح الحج في الأعوام الفائتة تأكيد على أهمية التنظيم من خلال الحملات التي تتولى تقديم الخدمات للحجاج؛ فالحج عبادة وسلوك حضاري أيضا. إن موسم الحج لم يكن ولن يكون ميدانا للمهاترات ورفع الشعارات والإساءة، فالمملكة نهجها واضح وموقفها ثابت لا يقبل المساومة على أمن الحجاج، كما أن الدولة تضع ثقتها الكاملة في رجال الأمن بعد الله ــــ سبحانه وتعالى ـــ في منع حدوث ما يعكر صفو الحج الذي تعتبره المملكة جزءا من سيادتها وتحترم مَن يحترمها، كما أن خدمات الحج نشاط موسمي ضخم يسهم فيه القطاع الخاص الذي يدعم جهود الدولة، حيث تصب جميع الجهود في سبيل راحة الحجاج، فالحج عبادة دينية ومنافع دنيوية، كما أن التنافس بين الشركات والمؤسسات التي تمارس أنشطة تخدم الحجاج هو ظاهرة صحية، إذ يتم توجيه جميع تلك الأنشطة إلى الالتزام بالتعليمات والقرارات التنظيمية التي تصدرها الجهات المختصّة لضمان حصول الحجاج من الداخل والخارج على أفضل خدمة، وإن كل مسلم ليدعو الله ــــ سبحانه وتعالى ــــ لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وولي ولي العهد بأن يجعل كل ما يبذلونه من جهد في خدمة ضيوف بيت الله الحرام في موازين أعمالهم، وأن يمدهم الله بالصحة والعافية.. إنه على كل شيء قدير.
إنشرها