Author

دشتي وبقية الخونة

|
تلاعب إعلام ما يسمى "الممانعة"، بالنائب الكويتي عبد الحميد دشتي، ووصفه بالثائر، بل إن بعضهم زاد من معدل التلاعب ووصفه بـ "جيفارا الخليج"، ليجد دشتي نفسه هاربا منبوذا من وطنه وملاحقا من قبل سلطات أمن بلاده بعد أن حكمت عليه المحكمة في الكويت بالسجن 14 عاما إثر إساءاته المتكررة للسعودية والبحرين. لم يكن عبد الحميد دشتي ثائرا يوما ـــ كما يصفون ـــ بل هو مجرد "ثور" انضم إلى ثيران عرب كثر يخدمون المشروع الفارسي، ويقادون من قبل ملالي طهران، ويحركونهم كيفما يشاؤون ضد بلدانهم والشعوب التي ينتمون إليها. ليس غريبا أن ينبذ دشتي، كما نبذ نصر الله والحوثي وبشار وعطوان والنافق النمر وغيرهم الكثير من عبيد مشروع فارس من قبل الشعوب العربية، فالمواطن العربي يفرق بين الثورة و"الثوارة"، وبين الثائر والثور، ولا يمكن أن يتم تلميع هؤلاء، فالأقنعة كشفت، والكذب بان، والحقيقة لا يمكن حجبها. ها هو دشتي غريبا بلا مأوى، مُلاحَقا من قبل سلطات بلاده، ومطاردا في كل مكان، باع وطنه ومبادئه، والتحق بركب من يريد الضرر بأمتنا، لفظته كل الأراضي العربية، ها هو ذليل يبحث عن مجير، ولا "مجير" حتى ممن كان يستخدمه بعد أن احترق كارته. صبرت الحكومة في الكويت على دشتي صبر أيوب، ومنحته الفرصة تلو الأخرى، وناصحته كثيرا لعله يراجع حساباته ويستعيد رشده ـــ إن وجد ـــ ولكن الثور يبقى ثورا، وصدق أنه ناشط سياسي ثائر، والثوار في كل الأرض منه يبرأون. الكويت حكومة وشعبا، وهم يلاحقون دشتي لتطبيق العدالة بحقه وسجنه 14 عاما، هم لا يدافعون عن السعودية أو البحرين، بل يدافعون عن مبادئهم وديمقراطيتهم، فغير مقبول أن يكون نتاج الديمقراطية شخصا مثل عبد الحميد، وغير معقول أن يكون هذا الدشتي عضوا في منبر الديمقراطية الكويتي ألا وهو "مجلس الأمة". دشتي انتهى أمره، وسيمضي إلى مصيره معتقلا ذليلا في السجن طال الزمن أو قصر، ولن يفلت من يد العدالة، وستصغر الدنيا بما رحبت في عينيه، ولكن ماذا عن "الثيران" الآخرين في عدد من الدول العربية، ممن باع وطنه وأمته لمشروع فارس أو مشاريع أجنبية تحيك الدسائس والمؤامرات لأمتنا وأوطاننا، يجب أن تلاحقهم يد العدالة، وأن يكون مصيرهم مثل مصير "دشتي"، فغير مقبول أن يعيش بيننا كل خائن جعل نفسه معولا في يد العدو يحركه كيفما يشاء.
إنشرها