Author

التسول مرة أخرى

|
يبدو أن هناك مزيدا من الحوادث التي تدفع باتجاه العمل على تكثيف عمليات مكافحة التسول في مناطق المملكة المختلفة. نكتشف كل مرة أن هناك مخاطر جديدة تنتج عن ترك المتسولين يجوبون الشوارع، ويوجدون في مواقع يمكن أن تسبب كوارث إن كانوا على علاقة بجهات معادية. إن وجود مبالغ مالية كبيرة وممتلكات لدى كثيرين من هؤلاء، لم تعد الإشكالية الأخطر بالنسبة للمجتمع السعودي. نعلم أن الوجود في مواقع قريبة من المدارس وحول إشارات المرور يمكن أن يتسبب في مشكلات عديدة، لكننا اكتشفنا خلال الفترة الماضية أن بعض هؤلاء يعملون في ترويج المخدرات واستدراج الشباب نحو سلوكيات غير قويمة. يستدعي هذا التطور أن تتحول عمليات مكافحة التسول إلى عملية وطنية متكاملة يشارك فيها الجميع، قد يكون هناك بعض التحفظات على الشدة والغلظة في التعامل مع المحتاجين، لكن الواقع الذي نعيشه يستدعي أن نتأكد من حماية المجتمع بمكوناته المختلفة. إن الفئة الأهم التي يمكن أن يضر بها هذا السلوك هي فئة الشباب، هذا يعني أن المعاناة المستمرة من المؤثرات الخطرة التي نكتشف حساسيتها كل يوم، يمكن أن تصل مدى يتجاوز مجرد البحث عن المال إلى البحث عن الزبائن لتجارة محرمة، ثم تدمير وإنهاء حياة الشباب من خلال الدفع بهم نحو خطر الإساءة للوطن والدين والأسرة. نعم عزيزي القارئ، هناك خطر حقيقي قد يتجاوز توقعاتنا، فنحن نشاهد كم التحديات التي تواجهها البلاد، والتهديدات من هنا وهناك، ومحاولات كل الأعداء أن يسيئوا لهذا الوطن ويدمروا مكوناته وأسس بقائه. هذه القضية الأهم تجعلني أطالب بمزيد من الدراسات والبحوث والرقابة والتجرد من العاطفة في التعامل مع الفئات التي يمكن أن تنال من مقدرات ومستقبل الوطن وأبنائه. بعد أن نعلم ما المخاطر المحتملة لمثل عمليات التسول وغيرها من محاولات التغلغل داخل المجتمع، سواء عن طريق الشارع أو المدرسة أو الإنترنت بوسائل التواصل ومكونات الربط المخيفة التي تسمح لمن هب ودب بانتهاك الخصوصية الأسرية، وتدمير مكونات المجتمع المختلفة، علينا أن نقف صفا واحدا لنحمي بعضنا، فوالله إن الأثر الذي يظنه المرء بعيدا كل البعد عنه وعن أسرته، لهو أقرب إليه من شراك نعليه.. وغدا نكمل بحول الله.
إنشرها