Author

رسالة إلى غير المقبولين في الجامعة

|
إلى كل الأحبة الذين لم يحالفهم الحظ في اختباراتهم، وحصلوا على معدلات منخفضة ومتدنية. إلى كل الأصدقاء الذين لم يقبلوا في تخصصات طالما حلموا بأن يلتحقوا بها. إلى كل الطلاب والطالبات الذين لم يحصلوا على مقعد جامعي لسبب أو آخر. سأروي لكم قصة صديقي، أحمد بن فهد بن ضويان الحربي. هذا الشاب الذي يشبهكم تماما. نبت من أرضكم نفسها. وأعدكم بأنكم ستصلون إلى ما وصل إليه أو أكثر إذا تفاءلتم بالخير وآمنتم بأن غدا أجمل، ورددتم في صدوركم الآية الكريمة "أليس الصبح بقريب". فمهما استفحل الظلام فمصيره أن ينقشع وينجلي ويشرق النور. إليكم القصة: أهمل أحمد دراسته في المرحلة الثانوية. انعكس هذا الإهمال على درجاته ونتائجه ومعدله. فتخرج دون أن يستطيع أن يدخل أي جامعة. فما الجامعة التي ستقبل طالبا بمعدل منخفض جدا؟ أراق ماء وجهه. دخل على نصف عمداء كليات القبول والتسجيل في جامعاتنا يتوسل إليهم أن يدرس في الجامعة. النتيجة واحدة: "عفوا، لدينا طلاب بمعدلات أفضل منك ولم نقبلهم. اذهب، ادرس دبلوما". سمع نصيحتهم. لكن لم يسمعوه. طرق أبواب الكثير من الكليات التي تمنح دبلومات لكن لم تفتح له. وبعد مشقة وطول انتظار حصل على قبول في معهد شركة الكهرباء. درس نحو ثلاث سنوات حتى تخرج (فني كهرباء). كان أحمد السعودي الوحيد في المنطقة التي تعين فيها، وسط فنيين من جنسيات آسيوية تعلم منهم الكثير بسرعة قياسية. بعد ست سنوات من العمل والتفاني تحت أشعة الشمس الحارقة ووسط ظروف شائكة قرر أحمد أن يكمل دراسته ويطور مستواه. قال لرئيسه: أرجو أن تسمح لي أن أداوم في المساء؛ لأنني قررت أن أدرس صباحا الهندسة الكهربائية في الجامعة، وستشفع لي خبرتي في الحصول على قبول رغم ضعف معدلي. رد عليه رئيسه: انس الجامعة واستمر فني كهرباء. هذا هو مكانك المناسب. تضايق أحمد جدا من كلام رئيسه. فلا يحق له أو غيره أن يحدد أين المكان المناسب له. شعر أحمد أن في كلام رئيسه إهانة وتقليلا من إمكاناته فزاد إصرارا على المتابعة. لم يستطع أن يكمل هندسة لأن رئيسه لن يسمح له بالدوام المسائي، وهو بحاجة ماسة إلى راتبه. لكن درس الجامعة بطريقة الانتساب في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في تخصص علم اللغة التطبيقي لغير الناطقين باللغة العربية. وتخرج بامتياز. ثم أكمل الماجستير بتفوق فعينته الجامعة محاضرا. والآن يدرس الدكتوراه. كان حلم أحمد مجرد الحصول على البكالوريوس والآن في طريقه للظفر بالدكتوراه. "أليس الصبح بقريب".

اخر مقالات الكاتب

إنشرها