Author

طرق ونظام

|
تبادل الزميلان النقاش حول كفاءة الطرق في المملكة وموقع منطقة مثل عسير من خريطة أفضل الطرق في المملكة، وقد كان أحدهما متحمسا جدا لطرق منطقة عسير ورأى أنها أفضل مديريات الطرق بما تسهم به من ربط لمختلف مكونات المنطقة رغم صعوبة التضاريس ووجود الكثير من العقبات التي تستهلك المال والجهد والوقت في فتحها. الحق أن طرق منطقة عسير من الكفاءة بمكان لمن يعرف كم التحديات التي تواجهها، لكن الربط الشديد بين الإدارة والمثالية الذي تبناه صاحبنا يستدعي أن نحاول أن نُعمِل المنطق في جزئيات مهمة من مهام الإدارة. إن أكبر العناصر المثيرة للقلق في عمل المديرية هو اعتمادها الشديد على طرق ضيقة، وهي أقرب ما تكون لطرق أوروبا، وهذا شيء جميل، لكن سائقي السيارات عندنا بينهم وبين سائقي أوروبا باع طويل يحتاج لمن يسد ثغرته باستخدام التوسعات لأغلب طرق المنطقة. أذكر أن هناك طرقا تعرفها المديرية، وهي مصدر التهديد الحقيقي للسائق عندنا، هذه الطرق يمكن حصرها في عشرة. أكبر مشكلة تواجه الناس في هذه الطرق هو ضيقها وبعض إشكاليات هندسة الطرق التي لا تخفى على مختصي المديرية. أذكر ــــ على سبيل المثال – طريق يصل بين محافظة أحد رفيدة ومحافظة سراة عبيدة، يعتمد عليه العسكريون والموظفون والطلبة وأغلب سكان المحافظتين وما قبلهما وبعدهما. هذا الطريق ضيق ومتعرج بطريقة تجعله المرشح الأول لحصد الأرواح بسبب السرعة المبالغ فيها. قد يكون طريق الملك عبد الله هو المرشح المنافس لذلك الطريق لسبب مهم وهو كثافة السير. هذا الطريق لا يمكن أن نضع مسؤوليته على المديرية فقط. عندما نبحث عن حلول المسألة، يجب أن نتذكر أن الطرق المرشحة لتساقط الحجارة خصوصا في وقت الأمطار، هي الأخرى تشكل عائقا كبيرا وخطرا مستديما. إن العمل المطلوب من المديرية خلال الفترة القادمة يتركز في أمرين مهمين هما: التصميم، وتفعيل القوانين. إن إصلاح العيوب الموجودة في الطرق الضيقة وتلك التي تتأثر بعوامل المناخ يأتي في المقام الأول، ولكن ضمان التزام الناس بالسرعة القانونية مهم جدا. هنا تأتي أهمية تكثيف كاميرات ساهر على مختلف الطرق حتى وإن كانت المسافة بين كل كاميرتين لا تتعدى الكيلومتر، ففي هذا دعم لعملية الانضباط المفقودة كما يلاحظ مستخدم هذه الطرق.
إنشرها