Author

ابن مساعد .. ومرضى «التعصب»

|
رغم تطبيق الاحتراف في كرة القدم السعودية منذ عام 1993 أي قبل نحو ربع قرن، إلا أن "الإدارة" في الأندية ما زالت في يد هواة متطوعين، كادوا أن يقذفوا بأنديتهم والوسط الرياضي برمته إلى "الهاوية" لولا تدخل رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد. لو لم يقدم ابن مساعد للوسط الرياضي إلا "ضبط" الأمور المالية للأندية، والسيطرة على الديون المتضخمة، ووضع خطة "تصفيرها" بحلول 2021 لكفاه.. فالجميع كان يسير نحو الإفلاس، والديون لأندية دوري عبداللطيف جميل وحدها بلغت نحو 1.2 مليار ريال. عمل جبار يقوم به رئيس هيئة الرياضة والعاملون معه، في حلحلة مشاكل الأندية وتنظيم العمل الرياضي والرقي به في القطاعات كافة، والمنجزات واضحة وجلية ولعل آخرها مسألة ديون الأندية والعقوبات التي أقرت في حال عدم تخفيضها، والمتمثلة في منع تسجيل اللاعبين وخصم النقاط والتهديد بالتهبيط للدرجة الأولى، إضافة إلى القرار التاريخي بإيقاع العقوبات المغلظة ضد المتلاعبين في نتائج دوري الدرجة الأولى. ورغم المنجزات إلا أن هناك من يقلل من العمل المنجز، بل يذهب بعيدا إلى التشكيك والدخول في الذمم، ومحاسبة فريق العمل في الهيئة الرياضية وفق ميولهم وليس بناء على العمل الذي يقدمونه، فلغة "التشكيك" تصم الآذان وتحبط كل من يريد أن يخدم بلاده من خلال القطاع الرياضي، وهو أمر خطير قد يجعل من الوسط "طاردا" لا جاذبا كما يأمل الجميع. المشجع العادي قد نمنحه العذر فهو بطبعه "عاطفي" ولا يرى إلا ما يخدم ناديه ويضر بالفرق الأخرى، ولكن ماذا عن الإعلامي الذي يفترض أن يكون أمينا فيما يكتب، وينظر للمصلحة العامة وأن يقول: "للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت"، ولكن ما يفترض يخالف ما هو على الواقع، فأغلب الإعلام الرياضي مع الأسف الشديد يحكم على المسؤول من خلال ميوله ويغمض عينيه عن العمل، ويقابل كل ما يقدمه بالتشكيك تارة وبالتخوين تارة أخرى. لا يمكن أن نجلب مسؤولا بلا ميول، ولا يمكن أن يعمل في الوسط الرياضي من هو غير منتم له سواء من العاملين في الأندية أو من المشجعين، ويجب ألا يلتفت مسؤولو الهيئة العامة للرياضة إلى هؤلاء المتعصبين "المرضى" فلا يمكن أن نرضيهم إلا بأن نجلب لهم مسؤولين من بلاد "الواق واق" وهو أمر لا يمكن تحقيقه.
إنشرها