Author

قبول الجامعات

|
زارني أحد الزملاء وشكا من عدم قبول ابنه للدراسة في الجامعة رغم حصوله على معدل 98 في المائة و81 في القدرات و85 في التحصيلي وهي علامات يتمناها أي ولي أمر لابنه. لم أصدق أنه يمكن أن يرفض قبول الطالب وهو حاصل على هذا المستوى، بل إنني توقعت أن يكون هناك خطأ ما فطلبت منه أن يساعدني في الدخول إلى موقع القبول الموحد الذي تأكدت فيه من صحة كل هذه المعلومات. أسوأ من ذلك أنني اكتشفت أن الطالب تقدم لتخصصات غير مزدحمة ومع ذلك لم يقبل، وهو أمر مؤسف حقا. ثم شاهدت المقطع المتداول عن طالبات تقدمن لجامعة الأميرة نورة على الطريقة التقليدية وهي الملف الأخضر الذي عفا عليه الدهر وأصبح مذمة لكل قطاع يستخدمه فكيف بمنشآت التعليم العالي التي نتوخى أن تصنع الجيل الجديد الذي يحقق "رؤية المملكة 2030". المشكلة أن هذه المعلومات لم يتم نقاشها علنا من قبل مسؤولي التعليم العالي والجامعات، وهو أمر أدى للغط وكلام وتأويلات غير صحيحة. كل من هب ودب أصبح يفتي في القضية ويتهم ويسهب ويأخذ ويعطي، والمسؤولون بعيدون عن الساحة، وهو أمر يخالف التعليمات السامية التي تحدد مسؤولية القطاع في اختيار متحدث رسمي يعالج كل شؤون وشجون المواطن، ويوضح وجهة نظر الجهاز ويعطي الناس الحقائق بدل أن يحصلوا عليها من مواقع تستهدف الوطن وتحاول أن تنشر الفتنة والاختلاف. فئة الشباب هذه بحاجة إلى من يشرح لها كل الأمور ويفتح صدره للإجابة عن التساؤلات ويعين من يحتاجون إلى الدعم والمساعدة بحسب إمكانات القطاع. هذه النظرية هي التي تمنع الكثير من المشكلات والمخالفات التي يعتمد عليها كل من يحاول أن يثير الفتنة وينشر الكذب على أنه حقيقة. الواقع أنه كلما طالت الفترة بين الظاهرة ورد المسؤول عليها، تصبح عملية الإقناع أكثر صعوبة، ويكون الناس قد تبنوا مفاهيم قد تكون عكس الواقع. إن تفسير ظاهرة عدم قبول ذوي المعدلات العالية في تخصصات غير مكتظة، وتعريف المتقدمين بالأخطاء التي يمكن أن تؤدي إلى إلغاء طلباتهم. التحول الرقمي لكل عمليات القطاع هي مسؤوليات واضحة ولا تقبل الخلاف والترك الذي يمكن أن يثير أسئلة أكثر ويفتح أبواب الإساءة للوزارة ومنظومة الجامعات المرتبطة بها. وهنا أتساءل متى سيجيب المسؤولون عن أسئلة هؤلاء؟.
إنشرها