غرامات معطلة

أثناء خروجي من سوبر ماركت شهير، شاهدت أحد العمال في محل عطور مجاور يرمي علبة عصير في الطريق. كان تصرفه مستفزا للغاية. التفت إليه وسألته: لماذا رميتها بهذا الشكل، ولم تضعها في سلة النفايات؟ بدا الرجل متفاجئا من السؤال، ولكنه سارع بالاعتذار وحمل العلبة من على الأرض.
من المؤسف أن الظاهرة عامة، وأنت غالبا تشهد مثل هذا التصرف في الشوارع وسواها. ولا أظن أنه وصل إلى علم الكثيرين أن هناك غرامات على رمي النفايات وحتى أعقاب السجائر من السيارات مثلا.
ولم أسمع أو أشهد في يوم من الأيام عملية استيقاف لمركبة تمارس مثل هذا الأمر. ونحتاج فعلا أن يقدم لنا المرور كشفا حول عدد المخالفات التي تم ضبطها في هذا الصدد.
إن المسؤولية الاجتماعية التي تقع على الفرد أيا كان هذا الفرد، تفرض عليه أن يكون شريكا في جعل المكان المحيط به أجمل.
لا يليق أبدا أن يعمد محل إلى إخراج نفاياته إلى الشارع، ويزعم بهذه الطريقة أنه أسهم في تنظيف المحل. ما يحدث في هذا المجال لا يمكن استمرار السكوت عليه. من المهم أن تعمد الأمانات إلى تحميل أصحاب المحال مسؤولية الحفاظ على المكان سواء داخل المحل أو خارجه.
لدينا أنظمة مهمة، تعزز المحافظة على النظافة وحماية البيئة، وهناك عقوبات ضد من يتورط بتلويث المكان بالنفايات وسواها. ولكن كل هذه الأنظمة لا تزال مجرد حبر على ورق.
هذا السبب يجعل الأماكن العامة مستباحة من مجموعة من الزوار الذين يتعاملون معها بهمجية. لو ألقى أي إنسان نظرة على أي متنزه أو حديقة بعد انصراف الناس منه، سيجده يغص بالنفايات المبعثرة. سبق أن وثقت مثل هذه المشاهد من خلال سلسلة من الصور المحزنة. هذا الجور لا يليق أن يستمر، ومن الضروري مراقبة العابثين وردعهم.
من دواعي الإنصاف الإشارة إلى شح حافظات النفايات في معظم الأماكن، إذ يتم الاكتفاء بوضع عدد محدود من هذه الحافظات التي لا يمكنها أن تغطي الحاجات الحقيقية التي تنسجم مع حجم وأعداد من يرتادون مثل هذه الأماكن، وهذه مسألة تتحملها أمانة مدينة الرياض والأمانات في المدن الأخرى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي