Author

إجازة الصيف للطلاب .. وتأسيس مجلس شؤون الأسرة «2 من 2»

|
في الجزء الأول من هذا المقال تحدثت عن طول فترة الإجازة الصيفية لهذا العام، وعن الفوائد التي تتم خسارتها كل عام من الإجازات الصيفية التي لا تضيف الشيء الكثير لعدد كبير من أبنائنا الطلاب والطالبات، بل إنها تمثل لهم فترة لفقد ما تعلموه من معارف خلال العام الدراسي، وتكسبهم العادات السلبية من سهر، وخمول، ومقاومة للتطوير، واستهتار، وانجراف خلف عادات وممارسات دائما ما تكون خسارتها على مستوى الأسرة وعلى مستوى الوطن. أيضا أشرت إلى ضعف البرامج الصيفية والتطويرية والترفيهية التي تجدها الأسر من أجل تنمية قدرات أبنائها وبناتها، إضافة إلى شبه انعدام للفوائد من البرامج الصيفية والسياحية المستنسخة في كل مدينة وقرية من بلادنا، نظرا لعدم احترافيتها، وضعف التجهيز لها رغم ما يتم إنفاقه عليها من مبالغ مالية كبيرة، وما تحققه من فرص تسويقية واستثمارية. كثير من الردود والتعليقات جاءت على المقال على موقع "تويتر" أظهرت مصداقية ما تم نقله وإضافة تطلعات واحتياجات الأسر والمجتمع لضرورة تحسين طرق استغلال الإجازة الصيفية من أجل أبنائنا وحمايتهم من الأخطار، ومن أجل بناء مستقبل الوطن بأيدي أبنائه الشباب. كثير من الردود تتساءل عن دور وزارة التعليم في ذلك، مذكرة بأن بناء الإنسان وتنمية العقل أهم وأوجب من بناء المباني وصيانتها، كما دعا البعض للاهتمام بفكرة المراكز الصيفية والقضاء على الرتابة والتكرار فيها. أحد التعليقات المؤلمة تقول نصا: "والله شيء يوجع القلب ما غير متسدحين على الجوالات وسب في مواقع التواصل لا دورات لا نوادي ولا شيء". ما الحلول المناسبة لجعل فترة الإجازات الصيفية أكثر فائدة للأبناء، وللأسر، وللوطن عموما؟. كثيرة هي الحلول التي يمكن اتخاذها والعمل عليها من أجل حماية جيل الشباب أولا، وتنمية قدراتهم من أجل تطوير جيل قادم يهتم بالتطوير والفائدة ويعالج كثيرا من القضايا الفكرية والسلوكية التي تصيب الأبناء من وقت الفراغ والإهمال. من ذلك تأسيس وكالة تعنى بالتربية في وزارة التعليم أو مؤسسة غير هادفة للربح يوكل إليها وظيفة تنمية الجوانب اللامنهجية لدى جيل الشباب. أيضا يجب أن يوجه كثير من الدعم الحكومي والمجتمعي لدعم المشاريع المساندة والمبتكرة من أجل تطوير الشباب وتحقيق الفائدة لهم من هذه الإجازات، ويمكن في ذلك وضع خطة وطنية تسهم فيها أكثر من جهة من جهات الاختصاص وتفتح لها كثيرا من الفرص لتحقيق مكتسبات هذا البرنامج، إضافة إلى الفرص البديلة التي ستتوافر منها مكاسب كبيرة من خلال رعاية ودعم الإبداع والتطوير، وتوظيف الشباب، وتحقيق الاتساق بين مفردات المجتمع وتوحيد الخطط والبرامج لتحقيق مكتسبات المستقبل التنموية والمستدامة. وخلال إعداد هذا المقال صدر قرار مجلس الوزراء الموقر بالموافقة على تنظيم مجلس شؤون الأسرة لرعاية شؤون الأسرة في المملكة، وتعزيز مكانتها ودورها في المجتمع والنهوض بها. والحقيقة أن هذا المجلس يناط به كثير من الآمال والتطلعات لرعاية الأسرة ومساندتها في بناء جيل يحقق الريادة والتقدم لمجتمعه، ولعل برامج الصيف القادمة تكون واحدة من مهام هذا المجلس الذي نعلق عليه كثيرا من الآمال، وندعو الله أن يجعل فيه الخير والبركة.
إنشرها