Author

الاستثمار الرياضي .. وأثره في الأمن الشامل

|
يعد مفهوم الأمن الشامل مفهوما عابرا للتخصصات ويدخل ضمنه الأمن والسلم الاجتماعي، والأمن الصحي وغيره، وتعد الرياضة من مفاتيح الحياة الصحية السليمة من جهة، وأهم موارد فخر الأمم لانتصاراتها في البطولات الدولية ولا سيما دورات الألعاب الأولمبية حيث تجتمع في تلك التظاهرة كل الألعاب وكل أبطال العالم في كل الرياضات، ومن هنا تتنافس كل الدول على مقاعد السبق لتثبيت انتصاراتها كأمم متقدمة. وبالتأكيد أن الإنجاز الرياضي، يستلزم عملا متقنا، ومتعبا، لأن التعامل مع الكادر الإنساني صعب، فهو يشمل على سبيل الذكر لا الحصر: التدريبات البدنية ـــ التدريبات الفنية لكل لعبة ـــ الأدوات والبنى التحتية للتدريب والمرافق ـــ التغذية ــــ الحالة النفسية.. وغيرها، وكل المجالات السابقة هي مجالات تخصصات علمية، ومجالات استثمار كبيرة تفتقر إليها المملكة، مع العلم على سبيل المثال إذا ما تحدثنا عن الأدوات الرياضية والملاعب تعد موادها الخام من المشتقات النفطية المتوافرة في المملكة. تسعى المملكة بجميع أجهزتها الرياضية إلى تحقيق الازدهار الرياضي، ورفع علم المملكة عاليا في المحافل الدولية، ويعد شعور البطولة، من أعظم المشاعر التي يشعر بها الفرد، حيث لا يضاهيه أي شعور فرح آخر، بالتأكيد إنه لفخر كبير، تسعى إليه الشعوب، فدائما ما نتذكر الأبطال فهم يخلدون، ويضعون الأمة والشعب في حالة فخر وانتصار لا شيء يعلو ذلك الشعور أبدا. وبلا شك أن صناعة البطل الرياضي عبارة عن محصول تضافر عدد من الوسائل والطرق والإمكانات من أجل الوصول للأهداف الموضوعة من فرق فنية وتدريبية وإدارة رياضية قادرة على أن ترسم وتعمل لتلك الأهداف وتسعى للتطوير الدائم. ومع تطور العمل المؤسسي والتنافس الرياضي، أصبحت هنالك حاجة لدخول الاستثمار الرياضي كجزء من أعمدة الاقتصاد، فالناظر إلى حال المجتمع الآن والشباب يرى أن المجتمع مستعد أن يدفع مقابل أن يتم توفير بيئة رياضية متميزة له، بل مستعد كذلك أن يدفع ويحصل على اشتراكات رياضية لنقل الأحداث الرياضية المهمة. ومن هذا الترابط بين الرياضة ونمط الحياة والتغذية، والسلوك الصحي، يستوجب هذا التوجه المجتمعي والعالمي، فتح فرص وإيجاد تدريب متخصص للعاملين في هذا المجال بشتى نواحيه، وتوفير القنوات القانونية والمهنية لذلك، وإيجاد مسارات وظيفية ومهنية وتطوير مهني. أما الأمن فيقبع في الشباب والفراغ والدعة، فنحن حاليا، على سبيل المثال في فترة إجازة طويلة، ولذا السؤال حول كيف يستغل الشباب أوقات فراغهم في هذه الإجازة مهم، وكيف يمكن للرياضة وشتى المؤسسات الرياضية الخاصة والعامة الدخول في هذا الوقت وعدم تركه، فهو غاية في الأهمية، فالإنسان في حاجة إلى أن يشغل وقته بكل ما هو مفيد ويعود عليه بالنفع. من ناحية أخرى، يمثل اللاعبون في المملكة، وأنا أتحدث هنا عن اللاعبين المتأهلين مثلا لدورة الألعاب الأولمبية الحاصلين على ميداليات آسيوية ودولية، أفضل مثال لسفراء من نوع خاص، سفراء الخير والتنافس الشريف واللعب والبطولة، في زمن أصبح العالم كله يقرن المسلم والعربي بما يحدث من أعمال إرهابية وتخريب، فالدور هنا كبير على كل رياضي متميز بإعطاء صورة طيبة عن العرب والإسلام والمسلمين. من هنا نستنتج أن الاستثمار في الرياضة ودعم تلك الاستثمارات وفتح الطرق والقنوات القانونية وتشجيع إنشاء شركات رياضية، ومراكز أبحاث، يتم ربطها نظام عابر للتخصصات، "صحة ورياضة ـــ رياضة وأمن تغذية ورياضة ونمط حياة صحي" هو مطلب ملح الآن. من الضروري التأكيد على مسألة القيم والأخلاق، المحبة للبطولة والاجتهاد، في وقت يحتاج فيه الشباب إلى مزيد من الجلد والتحمل، والصحة السليمة. تعد الرياضة من أهم الأنشطة اللازم ممارستها حتى تعود إيجابا على الروح المعنوية والبنية الجسدية للإنسان، بل إن الرياضة تعد مصنعا للقادة، لأن البطل الرياضي يعد إنسانا غير عادي استطاع أن يحقق ما لم يحققه غيره. لا شك أن المملكة تعد بيئة خصبة للاستثمار الرياضي، لكنها تحتاج إلى مزيد من السياسات التحفيزية لجذب الاستثمارات والتصنيع الرياضي المتخصص، سعيا لرفع علم المملكة في شتى المحافل الدولية، وإدماج الشباب في نشاط من شأنه حفظ أمن المجتمع بمفهومه الشامل، وتحقيق التنمية والازدهار. وبالله التوفيق
إنشرها