Author

الاقتصاد السعودي يمنح العالم الثقة

|
يأتي استقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، للأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في قصر الإليزيه، كأحد الأحداث التاريخية المهمة، فهذه الزيارة تأتي والاتحاد الأوروبي لم يستفيق بعد من صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد، وما زالت الآثار لهذه الخروج غير واضحة تماما والاضطرابات تعم الأسواق وخاصة سوق النفط مما يعزز صعوبة عملية اتخاذ القرار الاقتصادي لكثير من الشركات العالمية والفرنسية بالذات، لهذا فإن هذه الزيارة وعلى هذا المستوى الرفيع ستمنح الثقة وتعزز من العلاقات الثنائية، والشراكة الاستراتيجية القائمة، من أجل مواصلة تطوير التعاون. لعله من المناسب القول إن عملية اتخاذ القرار في ظل الحالات الضبابية للاقتصاد تكون أكثر صعوبة منها عندما تتضح الرؤية تماما، ولأن الاقتصاد العالمي وحركة السلع والأسواق لا تنتظر الضباب حتى ينقشع، فإن الشركات العالمية تبحث عن فرصها في الاقتصاد المخطط له الذي تتقلص درجة عدم التأكد في القرار إلى حدود تجعل المخاطر محسوبة وممكن إدارتها. ولقد كان واضحا أن زيارة ولي ولي العهد في هذا التوقيت تسعى إلى تقديم الاقتصاد السعودي كاقتصاد ثابت ومستقر ويدار بكفاءة عالية في ظل أصعب الظروف الاقتصادية، وأن ثبات سياسة المملكة في دعم استقرار المنطقة ودعم الاقتصاد العالمي ومحاربة التطرف تأتي انطلاقا من "رؤية المملكة 2030" التي تم إقرارها من مجلس الوزراء السعودي التي تعزز مفاهيم الشفافية وترفع سقف الطموح وتسعى إلى إيجاد الفرص الحقيقية للشركاء الفاعلين. ومنذ بدء أعمال مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وهو يسعى إلى إيجاد اقتصاد سعودي قليل المخاطر من حيث إيجاد الفرص التنافسية للجميع وإمكانية التنبؤ بحالة الاقتصاد بدرجة عالية من التأكد، ومثل هذه الاقتصادات التي لها رؤية واضحة وقيادة شجاعة هي التي تمنح الشركات العالمية الكبرى الثقة وتعزز رغبتها في دخول السوق. ولأن المملكة تمر بحالة تحول اقتصادي، فقد كان لزاما أن يتم الإعلان عن هذا التحول وشرحه إلى كل الشركاء العالميين الحاليين والمحتملين، وهذا ما تبناه ولي ولي العهد بنفسه في زيارته إلى الولايات المتحدة وكذلك زيارته إلى فرنسا والتي تسير في الطريق والنهج نفسه في شرح «رؤية المملكة» وكسب المزيد من التأييد العالمي من شركاء فاعلين ومؤثرين. ونظرا للنجاح الكبير الذي تحقق في زيارة الولايات المتحدة فقد اهتمت معظم الصحف الفرنسية بزيارة الأمير محمد بن سلمان وأشارت بكل وضوح إلى نجاح زيارة الولايات المتحدة وما تم مناقشته من ملفات سياسية واقتصادية مهمة. لقد كانت زيارة ولي ولي العهد لفرنسا مهمة جدا من حيث التوقيت ومن حيث طمأنة ومنح الثقة للمستثمرين هناك حول تقديم جميع التسهيلات لهم، لدخول الأسواق السعودية في ظل المنافسة الحرة والاستثمار جنبا إلى جنب مع الشركاء المحليين والعالميين، وكل ذلك سيسهم في نجاح التنويع الاقتصادي و بالتالي يعم الخير على الجميع. ولأن العبارة واضحة والتخطيط سليم ورفيع المستوى و القيادة في المملكة تشارك الجميع وبحماس فقد طالبت الصحف من الشركات الفرنسية باستثمار هذه الزيارة والاستفادة منها على الصعيدين الاقتصادي والتجاري وأن هذه لفرصة ستمكن الاقتصاد الفرنسي من إيجاد سوق عالمية تمكنه من حرية التحرك اللامحدود في دول المنطقة.
إنشرها