Author

القبول في الجامعات

|
تحدثت أمس عن معايير الجامعات الأجنبية في تحديد من يستحق فرصة الالتحاق بها. إن وضوح المعايير لدى إدارة الجامعة وما تريده من طلابها وما يمكن أن يحققوه لها من إنجازات يمكن ربطه بالجامعة بعد أن يتخرجوا منها، كل ذلك يؤدي إلى تنافس على وضع معايير قياسية وتطبيقها كوسيلة لرفع كفاءة التعليم العالي. سنحت لي الفرصة في العام الماضي للمشاركة في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث من خلال مشروع "وظيفتك بعثتك" الذي يهدف إلى ربط مكونات الابتعاث بحاجة سوق العمل. وأتاحت وزارة التعليم للقطاعات المختلفة فرصة اختيار المرشحين الأكثر ملاءمة لاحتياجها، وهي خطوة رائدة في وضع الحصان أمام العربة، وضمان تطابق المواصفات الخاصة بالمبتعث مع ما تريده الجهة التي سيعود للعمل فيها. ركزت الوزارة على اختيار المرشحين الأعلى درجات في اختبارات الثانوية العامة والقدرات والتحصيلي، حيث ضمنت تقديم الأفضل أكاديميا للمنافسة على الفرص الوظيفية التي توفرها الجهات، مع التحفظ الأكيد على كون مخرجات الاختبارات التي تنفذها الثانويات أو مركز قياس هم الأفضل. أثارت هذه النقطة بالذات نقاشا طويلا بين مختصي الموارد البشرية في بعض القطاعات والوزارة، لكن الوسيلة الوحيدة للمفاضلة كانت الأرقام قبل الدخول في منافسات أخرى من قبيل المقابلات الشخصية والاختبارات العملية وغيرها من متطلبات القطاعات المختلفة. أقول إن المقابلة الشخصية التي توفر الفرصة للتعرف على مكونات وقدرات ومفاهيم المرشح، ذات أهمية كبرى. لذا أجدني أتوقف كثيرا عند محاولات الجامعات النأي بنفسها عن التعرف على المرشحين الذين سيكونون جزءا منها لسنوات تتجاوز الأربع، وهو أمر يحتاج لإعادة النظر، ويمكن أن تبدأ الجامعات بمقابلات شخصية لمرشحي الدرجات العلمية العليا، من ثم النزول للمستويات الأقل إن هي رغبت في أن تكون جامعات متفوقة كما ذكرنا. يجب أن تعمل الجامعات على تطوير مهارات فرق المقابلات الشخصية ليتمكنوا من إصدار القرارات العقلانية والمنطقية والواقعية عن الأشخاص الذين يقابلونهم بعيدا عن تأثير الورق والأرقام. هنا تأتي أهمية بناء فرق المقابلات الشخصية وتدريبهم وإعطائهم الفرصة ليصنعوا الفرق فيمن يتم اختيارهم للالتحاق بالجامعات بطريقة علمية. أعود لاحقا للقراءة في مفهوم القبول في الجامعات الذي أصبح من التعقيد بشكل يفقد الحياة الجامعية كثيرا من تميزها الذي ساد في الماضي.
إنشرها